يشتكي سكان قصور بلديات ولاية أدرار الانتشار الكبير للنفايات البترولية، التي يتزايد حجمها مع تزايد عدد الشركات البترولية المختصة في التنقيب والعاملة على تراب الولاية، مثلما هو الشأن بالنسبة لبلدية أوقروت حوالي 140 كلم شمال الولاية أدرار. عرفت أوقروت خلال المدة الأخيرة انتشارا مذهلا للنفايات بمختلف أشكالها داخل إقليم البلدية، وبالقرب من التجمعات السكنية والبساتين الواقعة على مستوى إحدى،أكبر الواحات المنتجة لمختلف أنواع الخضروات ومختلف المحاصيل الزراعية بالولاية. ويؤكد سكان المنطقة أن هذه النفايات يتم رميها بشكل فوضوي وعشوائي من بعض الشركات البترولية الوطنية والأجنبية العاملة فوق تراب البلدية بدون حصولها، على تراخيص ودون مراعاة للوسط البيئي بالمنطقة. ونفس الوضعية تعيشها هذه الأيام قصور كوسان وبوزان ببلدية أولاد أحمد تيمي بعد إقدام الشركات البترولية العاملة بمحطة واد الزين البعيدة بحوالي 80 كلم شمال عاصمة الولاية. وتقوم شاحنات تابعة للشركات بنقل شاحنات صهاريج مملوءة بمياه مستعملة إلى مجمع المياه بمنطقة، كوسان والتي تصل قرابة 20 إلى 30 شاحنة في اليوم، وهو ما جعل سكان المنطقة ينتفضون مؤخرا ضد هذا الوضع ويحتجون أمام مقر الولاية لإجبار السلطات المحلية على التدخل لوقف الكارثة الإيكولوجية المهددة لسكان الجهة، لاسيما وأنهم علموا بأن هذه المياه التي يتم جلبها، من الشركات البترولية ورميها في مكان التجمع المائي تحتوي على مواد كيماوية خطيرة جدا. وأبدى السكان تخوفهم من تأثير انعكاس هذه النفايات الخطيرة على صحتهم وصحة أطفالهم وإصابتهم بأمراض فتاكة، فضلا عن تهديدها للمحيط البيئي، والمحاصيل الزراعية بكل أنوعها، وهو ما أكده المواطنون ل"الشروق" خلال زيارتها المنطقة للوقوف عن كثب عن هذه الوضعية. من جهته أوضح مدير البيئة لولاية أدرار ل"الشروق"، أن جملة من الإجراءات قد اتخذت في هذا الصدد، وقد تم توجيه إعذار لإحدى الشركات، وهي مجمع بترولي ينشط بمنطقة تيميمون بغية إزالة هذه النفايات قبل اتخاذ معاقبتها قانونا. وناشد ذات المسؤول كل الأطراف من ذلك المواطنين والجمعيات المحلية والمؤسسات إلى ضرورة، التبليغ عن الشركات التي تقوم بهذه الخروقات، مشيرا إلى أن الولاية، تعرف خلال السنوات الأخيرة تدفق عديد الشركات الوطنية والأجنبية المختصة في مجال المحروقات وهي حاليا في مرحلة انجاز هياكلها مما جعلها ترمي كميات معتبرة من النفايات المختلفة قبل الشروع في نشاطها، وقد تم الاتفاق، حسب المصدر ذاته، مع عدد من هذه الشركات بخصوص عدم رمي النفايات واحترام القانون. من جهة ثانية، أوضح رئيس بلدية أولاد احمد تيمي أن خطر النفايات البترولية يتهدد المنطقة، مؤكدا أنه راسل الشركات العاملة بمنطقة واد الزين قصد توقيف هذه الكارثة البيئية "لكن لا حياة لمن تنادي".