عندما نتحدث عن التنمية فإن الكلمة تولد أكثر من رأي. و إجابة الناس و نقاشهم حول مفهومها قد يختلف حسب مستواهم العلمي و الثقافي و توجههم السياسي و حتى حياتهم الإجتماعية و المهنية و غيرها. كما يتولد هذا الاختلاف في الرأي ,حسب حظ كل واحد فينا مما رآه من دلائل التنمية, وهنا بيت القصيد ,لأن التمتع بهذه الفرصة قد يجعلنا موضوعيين و لو نسبيا في الحكم على تنمية البلد من عدمها . ما جعلني أشرح هذه الفكرة, هو أنني أسأت فهم مستوى التنمية بأدرار و أنا أنزل من طائرة قادمة من مدينة كوهران, وأحط لأول مرة بمدينة كل شيئ فيها ينطق بانتسابه للصحراء . فدخلتها مترددة أشاء العودة. و خرجت منها مترددة أرغب في البقاء .لأفهم فيما بعد , بأن التنمية في الصحراء لا تعني بالضرورة عمارات و جسورا و منشآت فنية ضخمة . التنمية في الصحراء كما يريدها أبناء الصحراء؛ طرقات و ماء و كهرباء وعمل و راحة بال . و لذا فإن الذي يريد تقييم التنمية عليه أن ينّقط حسب هذه المطالب . و «أدغاغ» كالمرأة الجميلة الصبورة الطاهرة .و ما قيل لي عما سينجز بأدرار, و ما زرته من ورشات مشاريع هامة و ضخمة , جعلني أقتنع بوجود تنمية بالمنطقة, لكون مشاريع , أصعب من مشروع الطريق السيار الذي اعتبرناه مشروع القرن بالشمال, أنجزت, و تنجز بالصحراء ,و مدن طاقوية, تكلف بناء بلدان بأكملها, تنجز بالصحراء ,و بالضبط بأدرار. و مشاريع لإيصال الماء من على مسافات بعيدة قد تفوق المئتي كيلومتر, تنجز بأدرار في ظروف صعبة ,و مناخ قاس. و الأهم هو وجود تكامل مدروس لهذه العمليات التنموية بفكرة واحدة هي إعمار الصحراء, عن طريق خلق تجمعات سكنية جديدة كليا, كمنطقة المغيلي, و شريف لمساعدية ,بين رقان و برج باجي مختار. زيادة على مشاريع إنتاج الطاقة الكهربائية, بوجود أول محطة بالوطن لتوليد الكهرباء بالرياح بالولاية, و كذا الطاقة الشمسية . غير أن التنمية المجسدة و المبرمجة تبقى غير كافية مقابل متطلبات المواطن المتزايدة من جهة و كذا التحدي الذي يفرض نفسه أمام هذه المدينة و مسؤوليها بتوسع منطقتها البترولية, بدخول ثلاث تجمعات دولية بترولية مطلع السنة المقبلة مرحلة الاستغلال .و من ثم القيمة المضافة التي سيقدمها هذا الأمر لولاية أدرار التي ستستفيد من عوامل تنموية محركة للنشاط السياحي و التجاري و الاقتصادي يجب الإستفادة منها .فالسنة المقبلة ببداية نشاط هذه التجمعات البترولية التي تكاد تنهي مرحلة إعداد قواعدها , ستكون سنة التحدي لأدرار, كونها ستكون الوجهة الأقرب لعدد هائل من عمال هذه التجمعات البترولية التي تمثل مدنا بأكملها بعمق الصحراء . ^ آبار جديدة تؤسس لمدينة نفطية توسع المنطقة البترولية سيكون من خلال دخول كل من التجمع البترولي «توات غاز» و« تميمون غاز» و «رقان شمال», مرحلة إستغلال آبار البترول الموجودة بإقليم الولاية السنة المقبلة. كما سيسلم خلال نفس السنة ,مشروع هام أيضا و هو» قناة توصيل الغاز GR5 «التي تربط منطقة رقان بحاسي رمل على مسافة 765 كيلومتر .المشروع الذي خصصت له تركيبة مالية تقدر ب 19887 مليار دينار, و تمتد قناته على مسافة 309 كيلومتر داخل إقليم ولاية أدرار مرورا ببلديات تيمقطن ،تمنطيط و أقروت . منطقة بترولية تشكل مدينة بعينها يتوه فيها من لا يعرفها .و يتفاجأ بموارد الجزائر و خيراتها و إمكانياتها. فيوقن من يراها أنه محظوظ بالوصول إليها كما هي محظوظة أدرار بمشروع التوسعة الذي ستشهده هذه المنطقة التي كانت سابقا تعرف نشاط مجمع بترولي واحد فقط و هو مجمع» توات زيوت «,الذي أصبح منذ جوان 2014 جزائريا بنسبة 70 بالمئة, فيما بقيت نسبة 30 بالمئة المتبقية من رصيد شركة CNPCللتنقيب الصينية, لتشهد حاليا اقتراب بداية استغلال مناقب و أبار جديدة بظهور مجمعات بترولية بصدد إتمام آخر أشغال إنجاز قواعدها, للشروع في عملية استغلال الآبار الموجودة بالمنطقة سواء فيما يخص البترول أو الغاز. ويتعلق الأمر بثلاث مجمعات بترولية دولية ضخمة. و هي مجمع «توات غاز «،»تميمون غاز» و« رقان شمال « كما سبق الذكر . و إن تحدثنا عن هذا التغيير في نسب الاستفادة بين المجمع البترولي الجزائري و الصيني «توات زيوت» بشكل سطحي, فسنكون قد أجحفنا في حق مهندسي هذه الشركة الوطنية التي تكون بذلك قد أثبتت كفاءتها في تسيير هذا المجمع بعد أن حازت على الأغلبية فيه . و هو مجمع تأسس منذ سنة 2005 مع العلم أن قيمة الاستثمار فيه تقدر ب 88 مليون دولار, فيما تصل مساحة الاستغلال 2000 كيلومتر مربع و يوجد بها 87 بئرا منها 52 بئرا مستغلة لحد الآن يستخرج منها البترول الخام الموجه لمحطة التكرير إسبع الموجودة على مسافة 40 كيلومتر من موقع استغلال هذا المجمع الواقع بإقليم مناطق حاسي توهارت و سبع و حاسي لاتو المحول بمحطة التكرير سبع لبنزين عادي و مازوت و كيروزان و غاز البروبان و البوتان مع العلم أن عدد العمال بهذا المجمع يقدر ب 975 عاملا . وجود هذا المجمع كان بداية لاستغلال البترول بهذه الولاية, لتليه مشاريع التوسعة التي تشهدها المنطقة البترولية حاليا بميلاد تجمعات شركات بترولية أخرى لم تبدأ نشاط استخراج البترول بعد ,و هي العملية المقررة قريبا بحلول السنة المقبلة. و ذلك بالنسبة لكل من المجمع البترولي الدولي «تميمون غاز» و «رقان شمال «و «توات غاز «. فأما المجمع البترولي «تميمون غاز» فيضم شركة سوناطراك بنسبة 51% و شركة توتال الفرنسية بنسبة 37.75% و شركة سيبسا الإسبانية بنسبة 11.25% و تصل قيمة الإستثمار لهذا المجمع إلى 1.5 مليار دولار فيما تقدر مدة العقد ب 30 سنة بداية من سنة 2008 و تستغل حقول البترول على مساحة 13250 كلومتر مربع بإقليم بلديات تميمون أوقروت و تمقطن و يوجد بها 37 بئرا إضافة لمصنع معالجة و شبكة تجميع على مسافة 20 كيلومتر و قناة توصيل تربط المجمع بقناة GR5على مسافة 38 كيلومتر بقطر 24 بوصة . سيدخل هذا المجمع مرحلة استغلال الآبار السنة المقبلة 2016 في إطار توسع نشاط المنطقة البترولية لأدرار. إذ لا يزال لحد الآن و منذ سنة 2008 في مرحلة إعداد هياكل المحطة. و نفس الوضع بالنسبة للمجمع البترولي الدولي «مجمع رقان «الذي أنشئ منذ سنة 2008 أيضا و سيبدأ نشاط الاستغلال مطلع السنة المقبلة على مساحة 12217 كيلومتر مربع بإقليم بلديات زاوية كنتة ،و قصور أزوا،تلولين،بلدية سالي و قصر باحو و قصر تنورت و بلدية رقان و قصورها أنزقروفت ،تاوريرت و أرزافيل, و يوجد بها 104 بئر للبترول الخام ,كما ستنجز بالمحطة شبكة للتجميع و قناة 24 بوصة على مسافة 75 كيلومتر. و سيصل عدد عمال هذا المجمع 3 ألاف عامل, فيما يقدر حاليا ب 1700 عامل. و هو ما يعكس المحرك التنموي الذي يجب استغلاله بولاية أدرار لتحقيق مداخيل من تطور الحركة الإقتصادية في جميع مجالاتها بالمنطقة من خلال توافد عدد هائل من العمال بما فيهم الأجانب مع ما يشكله هذا الأمر من طلب على التشغيل من خلال إدماج اليد العاملة المحلية حسب التخصصات المتوفرة و السياحة و التجارة و استئجار السكنات و غيرها. كما سيشرع المجمع البترولي «توات غاز «في عملية إعداد محطته الجديدة لاستغلال البترول مطلع السنة المقبلة أيضا. و هو تجمع بترولي دولي يضم الشركة الفرنسية gaze de france بنسبة 65%و شركة سوناطراك بنسبة 35%بقيمة استثمار تقدر ب 1.2 مليار دولار و مدة استغلال تصل إلى 30 سنة بداية من 2016 و ذلك بالتنقيب ب 43 بئرا بداية بخمسة أبار كمرحلة أولى على مساحة 15392 كيلومتر مربع بإقليم بلديات تمنطيط سبع و تسابيت. مع العلم أن المجمع يبعد عن مصفاة سبع لتكرير البترول ب 76 كيلومتر و سيصل عدد العمال بهذا الموقع بين 700 و 900 عامل في المرحلة الأولى ليبلغ بعد الدخول في مرحلة الاستغلال ما بين 4 و6 آلاف عامل . توسع المنطقة البترولية بأدرار, تؤكده أيضا مشاريع توسعة محطة تجفيف الغاز «اسبع» التي سلمت بتاريخ 28 جويلية الفارط, ما ساهم في رفع الإنتاج للضعف ب 1 مليون و 400 ألف متر مكعب من الغاز . و هي محطة تمون بلديات أدرار، تيمي،محطتا توليد الكهرباء أدرار و زاوية كنتة ،تميمون،أوغروت ،دلدول، ^ تسليم قناة GR5 قريبا لمطارفة،اسبع،تسابيت،بودة،أولاد ابراهيم ،تمنطيط ،فنوغيل ،تماسخت،زاوية كنتة،سالي ،رقان،أولف،أزقمير،أقبلي ،تمقطن،و تيط بالغاز. كما شهدت محطة تكرير البترول بسبع منذ ماي 2014 تحويل الأغلبية من شركة سورالشي الصينية لشركة سوناطراك التي أصبحت تحوز على نسبة 70 %. وهي محطة تنتج 600 ألف طن من غاز البروبان و غاز البيتان و البنزين العادي و الكيروزان و المازوت .و يعول على هذه المحطة لضمان تموين و تغطية احتياجات الجنوب الغربي ووسط الصحراء من هذه المواد الطاقوية . كما يوجد بالمنطقة البترولية لأدرار أيضا, ثلاث آبار غاز الأولى بسبع و الإثنتين المتبقيتين بمنطقة لاطو , بمعدل إنتاج يصل 350 ألف متر مكعب يوميا لكل بئر و شبكة هائلة لنقل الغاز. كما سيسلم قريبا جدا ,مشروع قناة توصيل الغاز GR5, و هو مشروع ضخم و تمتد القناة على مسافة 765 كيلومتر منها 309 كيلومتر بإقليم ولاية أدرار و يصل قطرها 48 بوصة. و تضمن القناة نقل الغاز من رقان نحو حاسي رمل مرورا ببلديات تيمقطن ،تمنطيط و أوقروت .و كلف بإنجازها كل من شركة كوسيدار قنوات ,و مجمع GCBو مجمعGTP بقيمة إجمالية تقدر ب 19887 مليار دينار مع العلم أن أشغال المشروع انطلقت مند أكتوبر 2012 و ستسلم قريبا. إنجاز هذه المشاريع الهائلة, هو أساس التنمية بعينها, سواء من خلال تحقيق مداخيل هائلة مقابل استغلال البترول و الغاز و الذي تعتبر الجزائر نموذجا فيه, خاصة و أن عقود الاستغلال تضمن باحترافية أحقية و أولوية مؤسستنا الوطنية سوناطراك في تسيير المجمعات البترولية التي تبدأ بمنح الأغلبية للشريك الأجنبي ثم تقلب الموازين, و كذا من خلال تحقيق مشروع توسعة المنطقة البترولية لقيمة مضافة لولاية أدرار, و خاصة في مجال التشغيل و السياحة و التجارة و ومختلف الأنشطة الإقتصادية الأخرى. و هي العملية الثانية التي ستكون الجزائر نموذجا لها من خلال تنمية الشمال و تنمية الجنوب , بدليل المشاريع الضخمة الجاري إنجازها بالولاية و التي سيسلم جزء هام منها السنة المقبلة و خاصة الطرقات. ^ محطة توليد الطاقة الكهربائية بالرياح بكبرتن الأولى على المستوى الوطني حدوث هذا التوسع في نشاط المنطقة البترولية لأدرار, سينتج عنه نمو شامل في جميع القطاعات, حتى أن بعض المشاريع الكبرى سلمت ,كمحطة توليد الطاقة الكهربائية بالرياح بكبرتن ببلدية تابيت و التي تعتبرمشروعا واعدا. فيما ستسلم مشاريع هامة أخرى قريبا مع حلول شهر فبراير المقبل, و يتعلق الامر خصوصا بمشروع الطريق الرابط بين أدرار و تندوف على مسافة 523 كيلومترا, و تأهيل مقطع من الطريق الرابط بين رقان و برج باجي مختار على مسافة 200 كيلومتر ,و غيرها من المشاريع التي سنفصل فيها لاحقا . التنمية بأدرار بين الحاجة الملحة لها و رهان مواكبة المعطيات الجديدة المتعلقة بتوسع منطقتها البترولية فرض على مسؤوليها الدخول في مرحلة الاستعجال و المتابعة الصارمة لورشات المشاريع للتمكن من تسليمها في أقرب وقت ممكن, الأمر الذي سيرضي المواطن و يحقق متطلباته المتزايدة و التي حصرها في السكن و التهيئة الحضرية و الشغل .و حتى نكون موضوعيين بين رأي المواطن و تبرير الإدارة, فالمشاريع الواعدة و التي من شأنها تجميل وجه أدرار و مداواة عللها, قادمة و إن تأخرت فالمهم أنها موجودة. وقد تبين لنا وجود إرادة جدية لمتابعتها, مع العلم أن هذه المشاريع كانت مبرمجة, و أغلبها انطلق خلال السنتين الأخيرتين و يسلم جزء هام منها السنة المقبلة لاسيما بقطاعات الأشغال العمومية و الموارد المائية و الطاقة و السكن . فيما لا تزال الحظيرة الفندقية ناقصة بالولاية رغم كل هذه المعطيات الجديدة و القديمة, في انتظار انطلاق مشاريع الاستثمار الخاص المودعة بالولاية . أما قطاع الفلاحة ,فخصوبة أراضي أدرار تدعو الخواص للاستثمار فيها حيث تعتبر الولاية الأولى وطنيا, حسبما أكده مدير الفلاحة, من حيث نسبة المردودية في الهكتار الواحد من الحبوب .ولاية تفتح ذراعيها للمستثمرين الخواص الراغبين في الاستثمار الفلاحي, على أن يكون استثمارا مقنعا حسبما وصفه واليها الجديد السيد «مصطفى ليماني «,الذي يعول على قطاعي الفلاحة و الأشغال العمومية لضمان التنمية, و من ثم التمكن من ترقية القطاعات المكملة الأخرى, و خاصة السياحة لما تزخر به المنطقة من إمكانيات و مناطق سياحية خلابة. ^ أكثر من 2074 مسكنا جاهزة للتوزيع قبل نهاية العام حاولنا من خلال هذا التحقيق أن ننقل انشغالات المواطنين و تساؤلاتهم و نجد لها أجوبة لدى المسؤولين المحليين بداية بالمدراء التنفيذيين. و قد اخترنا أن نبدأ بقطاع السكن, لعلمنا بوجود تأخر في توزيع حصص سكنية عمومية إيجارية جاهزة, لم يفرج عن قائمة المستفيدين منها بعد رغم جاهزيتها . و قد لاحظنا استفسار الكثير من المواطنين ممن كان لنا معهم حديث حول هذا البرنامج .فأكد لنا مدير السكن بأنها جاهزة فعلا ,و لا تتطلب سوى إنهاء آخر أشغال الربط بمختلف الشبكات ليقرر الوالي تاريخ تعليق قوائم المستفيدين منها. و تقدر الحصة الأولى ب 944 سكنا ببلدية أدرار لوحدها. و قد قمنا بزيارة موقعها رفقة المواطنين و هي تشهد أشغال الربط بمختلف الشبكات كما أكد لنا ذات المسؤول بأن العملية ستكون قبل نهاية السنة. وصرح لنا مدير ديوان الترقية و التسيير العقاري بوجود 2074 سكنا بالولاية جاهز للتوزيع قبل نهاية السنة أيضا , ما يجعل من الثلاثي المقبل من هذه السنة مرحلة الإفراج عن السكنات الجاري إنجازها, و التي تأخر تسليمها, خاصة بعد تعليمات وزير السكن الأسبوع الفارط بإنهاء أشغال مختلف الشبكات التي ترهن تسليم المشاريع قبل نهاية السنة .كما صرح لنا مدير السكن أيضا بوجود 262 سكنا يجري إنجازها تجاوزت نسبة الأشغال بها 60 %, فإنتحققت هذه الوعود فستتحرر أدرار من حصص سكنية أنجزت ضمن برامج قديمة لتصل لأصحابها, خاصة و أنه قد قيل لنا بأن المشكل الحقيقي وراء عدم تسليمها يكمن في تحديد قوائم المستفيدين لمطالبة المجتمع المدني بإشراكه في العملية. ^ أدرار تفتح ذراعيها للاستثمار الفلاحي على صعيد آخر فإن ولاية أدرار المعروفة بإتساع مساحتها و جودة مردودها خاصة من التمور و الحبوب و الكثير من الخضر كالطماطم و البطاطا , تفتح المجال أمام المستثمرين الخواص لاستصلاح الأراضي الزراعية خاصة بعد إنجاز العديد من المشاريع الهامة في مجال توصيل الكهرباء و الماء على مسافات بعيدة . و ذلك من خلال الامتياز الفلاحي. و قد كانت إعادة بعث نشاط مصنع تصبير الطماطم فبراير الفارط , بداية لإعادة بعث النشاط الفلاحي بأكمله , من خلال السعي نحو تحسين طرق التسويق, و هي نفس الحلول التي ستتخذ لإنعاش النشاط الفلاحي ببقية التخصصات و خاصة التمور المعروفة بتعدد أنواعها و جودتها بأدرار, و لاسيما نوع تقربوشت و أحرطان و ثقازة و الحمير و غيرها. إذ توجد بالولاية حاليا مساحة 36351 هكتارا من الأراضي الصالحة للزراعة كما تزرع بالمنطقة 3744418نخلة. و يصل المحصول السنوي من التمور إلى 907278 قنطار, فيما يقدر محصول السنة الفارطة من القمح الصلب ب 140013 قنطار أنتج ب 3728هكتارا , و القمح اللين ب 3491.5 هكتار أنتجت 88403 قنطار من هذه المادة. و الشعير الذي تم زرعه على مساحة 1033 هكتارا أنتجت 20703 قنطار و الذرى بكمية إنتاج وصلت 18167 قنطارا و الطماطم بمحصول 235335 قنطارا, و البطاطا بمحصول 43680 قنطارا. و غيرها من المنتوجات التي أكد بشأنها مدير الفلاحة أنها تضمن بمداخيلها تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة ,بتعويض مداخيل الفائض في التموين بالمنتوجات الناقصة. و بين كلام الإدارة وحديث الفلاح عبارة مكملة وهي مشكل التسويق, معضلة ترى فيها مديرية الفلاحة أنها ستحل بفتح الاستثمار أمام الخواص , تماما كوحدة تصبير الطماطم. فمن يرغب بذلك فليلتحق بأدرار , لاسيما و أن السيد الوالي الجديد خاطبنا في حواره معنا في ختام إجراء هذا التحقيق بكل ثقة, و هو يدعو المستثمرين الحقيقيين كما سماهم لاستصلاح الأراضي بأدرار, و فتح وحدات إنتاجية بها, و خاصة في الصناعة الغذائية لجودة المنتوجات الفلاحية بها. مع العلم أن الولاية شهدت مشاريع واعدة لتوصيل الماء و الكهرباء, ما يجعل من مصادر التموين قريبة, و خاصة وحدة توليد الطاقة الكهربائية من الرياح بكبرتن الوحيدة على المستوى الوطني بطاقة إنتاج 10 ميغاوات في الثانية و التي أنجزت بقيمة استثمار يصل 2.21 مليار دينار. و قد سلمت للاستغلال بداية السنة الجارية. زيادة على محطة الطاقة الشمسية بوحداتها الست الواقعة بأدرار ،تميمون،أولف ،زاوية كنتة ،كبرتن و رقان . أما بخصوص التموين بالماء الشروب بأدرار, فلعلنا نحصر هذه الخدمة بين المشاريع الكبرى التي لم ينكرها المواطن نفسه, و المتعلقة بجلب الماء من مسافات بعيدة جدا ,ما وفر الماء و ضمن توصيل أغلب السكان رغم بعد مسافاتهم . و مشكل نقص التدفق الذي برره لنا مدير الموارد المائية بوجود تسربات, قد سجلت مشاريع لمعالجتها . و قلة مردودية توزيع المياه لعدم تسديد نسبة هامة من الزبائن لفواتيرهم, ما فرض حسبه اتباع توزيع متقطع لفترات محددة يعرفها الزبون لتقليص الخسائر و الديون معا. و للعلم و حتى نكون موضوعيين و لا نهمل أهمية ما أنجز بالقطاع رغم النقائص فإن الولاية شهدت إنجاز مشاريع مكملة لبعضها و هامة في هذا المجال تتعلق بخلق مناقب للمياه على مسافات بعيدة من التجمعات السكنية و هي مياه جوفية قصد الحفاظ على جودتها ,كون هذه المناقب كلما كانت قريبة من مناطق التوسع السكني تأثرت جودة مياهها. و يتعلق الأمر ب 14 موقعا خصص للاستغلال كمناقب للمياه الجوفية, تم ربطها بشبكات التموين بعد أن منع بها كل توسع سكني أو استغلال فلاحي أو صناعي. و هي عملية ضخمة استفاد منها عدد كبير من البلديات و لا تزال العملية متواصلة بأخرى حسب درجة الأولوية . قطاع الصحة مع ما يشكله في الوقت الراهن من مطلب أساسي للسكان رغم اعتمادهم بشكل نسبي على طرق التداوي التقليدية, تحدث عنه المواطنون كثيرا لنقص المؤسسات الاستشفائية المتخصصة لاسيما بعد تأخر فتح المستشفى الجديد لعدم الانتهاء من تجهيزه . و كذا مستشفى الأمراض العقلية و المركز المضاد للسرطان الذي تجاوزت نسبة الأشغال به 80 %, و هي كلها مؤسسات صحية أنجزت بالقرب من بعضها داخل قطب صحي ستفتح به عيادات خاصة أيضا . كما ينتظر سكان برج باجي مختار تسليم المستشفى الجديد المنجز بسعة 60 سريرا . و مستشفى زاوية كنتة ,و مستشفى أوقروت الذي تتجاوز نسبة الأشغال به 20%. ^ تجمعان سكنيان جديدان لإعمار الصحراء الملاحظ أيضا بأدرار هو برمجة مشاريع تخص التهيئة و التحسين الحضري تحدث لنا عنها مدير التعمير تتطلب الحصول على تركيبة مالية إضافية تقدر ب 340 مليار سنتيم . مع العلم أن 38 مشروع تهيئة سينجز إلى غاية السداسي الأول من السنة المقبلة بمدينة أدرار لوحدها . كما يعتبر مشروع خلق تجمعين سكنيين جديدين بصحراء تنزروفت من أهم المشاريع التي تندرج في إطار إعمار الصحراء. و إن كانت هاتان العمليتان ليستا مشاريع قطاعية كبرى, غير أن فائدتهما ستكون كبيرة من خلال خلق مواقع راحة و خدمات بهذين التجمعين الجديدين بين رقان و برج باجي مختار. و يتمثل التجمع السكني الجديد الأول في المغيلي على مسافة 200 كيلومتر من بلدية رقان, و التجمع الثاني شريف لمساعدية على مسافة 200 كيلومتر من برج باجي مختار. تحقيق هذه المطالب في ظل الرهانات و المعطيات الجديدة التي تعرفها ولاية أدرار سيخدم المواطن و المنطقة و الجزائر ككل ,و خاصة من ناحية إنعاش النشاط السياحي لاسيما و أن القطاع لا يستغل الإمكانيات المتاحة رغم المشاريع المسجلة. ------------------- والي أدرار مصطفى ليماني ل « الجمهورية»: الاستثمار مفتوح لمن يريد الاستفادة و الإفادة حاورته كنزة زوايري تصوير العربي بوطيبة ^ الجمهورية :سيدي الوالي أنتم حديثو التنصيب بالولاية غير أن هذه الفترة و إن كانت قصيرة أكيد أنها سمحت لكم بالتعرف على نقائص التنمية على الأقل الظاهرة و المعروفة بالمنطقة فما هي, و ماهي سياستكم لاحتوائها ؟ @ السيد مصطفى ليماني : بسم الله الرحمان الرحيم بداية نرحب بكم بمدينة أدرار ، مدينة ترحب بالجميع, و قد كان لنا الحظ بكرمها ,و نتمنى أن يكون لنا الحظ بحب أهلها و ثقتهم , خاصة و أننا كلنا عزم على بذل قصارى جهدنا لخدمة هذه المدينة و سكانها و الوطن .فأما النقائص فلا يمكن نكرانها, و من جانب آخر شكر مجهودات من سبقونا في تسييرها لما وجدناه من مشاريع واعدة قد أنجزت أو بدأت و أخرى برمجت. كما تجدر الإشارة لأهم عائق في التنمية السريعة و هو بعد المسافة و شساعة المساحة و الطبيعة و المناخ, لذا فإن كانت بعض المناطق لا تزال تشتكي نقص التنمية, فذلك راجع لوجود هذه العوائق. لكن بالمقابل, الولاية لها إمكانيات ضخمة خاصة من ناحية الصناعة الطاقوية ما يفرض علينا الاستثمار في ذلك و تشجيع القطاعات الأخرى و هو ما يمثل أهم أسس توجهنا في تسيير الولاية بالتركيز خاصة على قطاع السياحة و الخدمات حيث أن توسع المنطقة البترولية سيحقق قيمة مضافة للمنطقة من خلال توافد الأجانب للعمل و من ثم الحركية التي ستعرفها مختلف الأنشطة و القطاعات. ^ هل أصدرتم تعليمات مند توليكم المنصب في هذا الإطار؟ @ لقد عقدنا فعلا عدة اجتماعات, و قمنا بخرجات يوميا, و أكيد أن العمل قد بدأ ,غير أن هذه النظرة سابقة بدليل وجود عديد المشاريع التي بدأت. حيث من المعلوم أن المنطقة مقبلة على نمو شامل و علينا كسلطات محلية مرافقة ذلك برفع هياكل الاستقبال و تحسين الخدمات و التهيئة الحضرية و الاستغلال الأمثل لإمكانياتنا و صورتنا السياحية. و في هذا السياق ستحتضن أدرار الفاتح نوفمبر المقبل رالي الجزائر لسباق السيارات الذي سيصل أدرار بعد أن كان خلال السنوات الفارطة لا يتجاوز مدينة الأغواط. و التظاهرة فرصة لنا لتحسين صورتنا ,و التأكيد على قدرتنا في مواجهة التحدي. ^ على ماذا تراهنون سيدي الوالي لتحقيق التنمية بالولاية؟ @ قد لا أقول بأنني أتحدى النقائص, غير أنني أعد ببذل قصارى جهدي لتحقيق التنمية .و أنا أعول على قطاع الفلاحة, لما تزخر به الولاية من إمكانيات بأراضيها الخصبة الشاسعة و مياهها الجوفية, إذ لدينا الحظ بالحصول على هذا الإقليم غير المستغل, فمدن أخرى كانت في نفس الظروف و تحولت لمناطق خضراء, و نحن ندعو من هذا المنبر كل المستثمرين الجديين الراغبين في الاستثمار في الولاية لتقديم ملفاتهم و دراسة المشاريع التي يرونها مناسبة لهم .و سنقدم لهم كافة التسهيلات, إن كانت مشاريعهم جدية و مفيدة, و قدمت ضمانات بإنجازها. فمثلا زراعة البطاطا ناجحة بالولاية و يمكن لنا ضمان تموين خمس أو ست ولايات بهذا المنتوج في حال توسعت زراعته .هذه الملفات ستدرس من طرف لجنة مختصة و في حال الموافقة عليها يحصل المستفيد على عقد امتياز يحدد حقوقه وواجباته. ^ المستثمرون يشتكون بعد المسافات و غياب مختلف الشبكات و خاصة الكهرباء ما قد يعيق استثمارهم فيتيهون بين مكاتب المصالح المختلفة و هم يطلبون توصيلهم بهذه الخدمات ليتمكنوا من الشروع في عملهم . @ نحن نتحدث عن استثمار خاص ضخم , فإن كانت شبكة الربط بالكهرباء مثلا قريبة من موقع الاستثمار فلا مانع من مساعدة المستثمر و توصيله بها لعدم تكليف ذلك غلافا ماليا كبيرا , غير أنه و في حال كان الموقع بعيدا فإن المستثمر سيدرس مشروعه و إن تقدم بطلبه و قدم ضمانات نجاحه فأكيد أنه يعلم بما يفعل و لن يستثمر دون أن يجري حساباته و أكيد أنه سيتحمل العملية دون خسارة . ^ هل فيه طلبات قد أودعت فعلا للاستثمار بالولاية؟ @ نعم هناك ملفات للاستثمار خاصة في الفلاحة و أخرى في السياحة ,و نحن نعد بتقديم كافة التسهيلات المتاحة على أن تكون المشاريع جدية و نحن بذلك بصدد تنفيذ تعليمات مركزية تهدف لخدمة التنمية و تحسين طاقات الولاية كغيرها من الولايات . ^ لاحظنا وجود عدة مشاريع خاصة في قطاعات الأشغال العمومية و الموارد المائية و التعمير تهدف لإعمار الصحراء بالمناطق الخالية حاليا و خاصة بين برج باجي مختار و رقان فهل إعمار هذه المناطق يندرج فعلا في مشروع متكامل يهدف لإعمار الصحراء ؟ @ عندما تبرمج المشاريع فهي مدروسة و متكاملة, ووجود عدة مشاريع في هذه المنطقة يندرج فعلا في عملية إعمار صحراء تنزروفت بين رقان و برج باجي مختار التي تقل بها التجمعات السكنية فلا يجد المار من طرقاتها مكانا للتوقف و ملأ البنزين و قصد أماكن الراحة و غيرها, و هو الهدف من هذه التجمعات السكنية الجديدة التي سيتم إعمارها. كما أن العملية تساعد البدو الرحل أيضا في الاستفادة من الخدمات و المدرسة و الطبيب و غيرها لذا فإن العملية مبرمجة و بالغة الأهمية . ^ رغم أن المواطنين كانوا قنوعين بمطالبهم, و هم يشتكون نقائص التنمية, غير أن الجميع طلب منا الاستفسار عن تاريخ توزيع السكنات الاجتماعية بمدينة أدرار التي تأخر الإعلان عن قوائمها, فمتى سيكون ذلك سيدي الوالي ؟ و ماذا عن المشاريع الأخرى في قطاع السكن دائما؟ @ قائمة 944 سكنا جاهزة .و قد زرت هذه السكنات و لاحظت عدم إتمام أشغال التهيئة و طلبت إتمامها لتوزع على أصحابها مهيأة. و قد تمنيت توزيعها قبل العيد غير أن الظروف لم تسمح و الأكيد أن هذه السكنات ستوزع بعد العيد و في أقرب وقت ممكن أما عن البرامج السكنية الأخرى الجاهزة أيضا فستوزع قبل نهاية السنة أما بخصوص السكن الريفي فالملف فعلا عرف تأخرا كبيرا و سنهتم به دون شك . ^ ما هي أهم المشاريع الأخرى التي ستسلم بالولاية؟ @ محليا لدينا مشروع مجلس قضاء أدرار و هو مرفق هام و منجز بمقاييس راقية. إضافة لمشروع 2000 سرير و هو إقامة جامعية جديدة ستدعم قطاع الإيواء بالتعليم العالي. و مؤسستين لإعادة التربية. كما سننطلق في إنجاز مقرين جديدين للولايات المنتدبة الجديدة بتميمون و برج باجي مختار. و الأهم هو مشاريع الطرقات لكون القطاع هام جدا و نعول عليه في تنمية الولاية منها طريق أولف/ أدرار الجديد و الذي سيقلص المسافة, و مشروع طريق أدرار/ تندوف كما تجدر الإشارة لكون الطرقات تنجز بمعايير خاصة كونها تستعمل أكثر من طرف المركبات ذات الوزن الثقيل. ^ لاحظنا وجود نقص كبير في مواقع الترفيه التي يحتاج لها السكان عدى وجود حظيرة تسلية واحدة تابعة لأحد الخواص فهل من مشاريع في هذا الإطار ؟ @ أشاطرك الرأي فقد لاحظت ذلك فعلا سنعمل على احتواء هذا النقص و سنبرمج على الأقل حوض سباحة بكل دائرة كما ينجز حاليا حوض سباحة بكل من تميمون و برج باجي مختار. ^ معروف بوجود مناجم من الذهب و الألماس بإقليم الولاية, غير أننا استفسرنا من مديري الطاقة و الصناعة و المناجم و علمنا بعدم استغلالها حتى الآن فهل من جديد بهذا الخصوص؟ @ فعلا يوجد بالولاية مناجم و إن كانت بطاقة محدودة من الذهب و الألماس غير أنها غير مستغلة لحد الآن و العملية مسيرة على مستوى وزارة الطاقة و لها الصلاحيات في ذلك كما أن استغلال هذه المعادن يتطلب خبرة و آليات متطورة و هائلة و هذه المناجم لا تزال لحد الآن مخزون ^ نشكر تفهمكم ووقتكم الذي خصصتموه لنا سيدي الوالي و هل من كلمة أخيرة ؟ @ أتمنى لكم النجاح و نحن دائما نستعين بكم لنقل مطالب و انشغالات المواطن الذي يهمنا كثيرا, و نحن في خدمته و خدمة الوطن و التنمية ,و نتمنى أن نكون في حسن ظن المواطن و المسؤولين ممن وضعوا فينا الثقة .