دعا رئيس منطقة "آلب كوت دازور" الفرنسية، كريستيان ايستروزي، الأحد، الوزير الأول الفرنسي، برنارد كازنوف، للتدخل السلطات الجزائرية من أجل رفع الحظر على استيراد فاكهة التفاح من منطقة "الألب". وجاء طلب كريستيان ايستروزي، وهو نائب رئيس بلدية نيس، في بيان نشره، في شكل "أمر" يجب أن توجهه الإدارة الفرنسية للجزائر للضغط عليها لاستيراد كميات من التفاح من فرنسا بسبب كساد المنتوج. واعترف إيستروزي في بيانه، بوجود كارثة تواجه منطقة "آلب كوت دازور"، بعد الأزمة التي يعيشها منتجي التفاح في هذه المنطقة بعد وقف عمليات استيرادها من طرف الجزائر، مطالبا حكومته بإنقاذ المنطقة بتسويق 20 ألف طن من التفاح على الأقل نحو الجزائر، وهو ما يمثل 15 مليون من رقم الأعمال للمنطقة. وجاء في بيان المسؤول الفرنسي، أن "السوق الجزائرية استراتيجية بالنسبة لمنتجي التفاح في منطقة "آلب"، وكانت تمثل 40 بالمائة من مبيعات تفاح المنطقة". وتحدث كريستيان ايستروزي في بيانه "الإستفزازي" عن الجزائر وكأنها لا تزال مستعمرة تحت الوصاية الفرنسية وأنها ستنحني لطلبه وتستورد آلاف الأطنان من تفاح منطقته. والظاهر من بيان المسؤول المحلي الفرنسي، إشارة إلى قرار وزارة التجارة في الجزائر، بمنع استيراد المنتوجات الفلاحية، خصوصا الفواكه، المنتجة بالجزائر، وذلك في إطار ترشيد النفقات وخفض فاتورة الاستيراد، مثلما أكده قبل أيام وزير التجارة بالنيابة، عبد المجيد تبون. وأبلغ بنك الجزائر في تعليمة موجهة مؤخرا للبنوك بأمر "تعليق حيني" للتوطين البنكي لواردات الحمضيات والخضر الطازجة، تبعا لقرار منع استيراد الحمضيات و الخضر الطازجة المتخذ من قبل وزارة التجارة تأمر البنوك والمؤسسات المالية بالتعليق الحيني لأي عملية توطين بنكي للواردات من هذه المواد حسب تعليمة بنك الجزائر المؤرخة في 23 جانفي 2017. وكان وزير السكن والعمران والمدينة ووزير التجارة بالنيابة عبد المجيد تبون، قد قدم الأسبوع الفارط تعليمات لمنع استيراد الحمضيات، حيث دعا الوزير خلال اجتماع تنسيقي لاتخاذ الإجراءات اللازمة "لمنع استيراد أي نوع من الحمضيات خلال موسم الجني مهما كان المصدر"، مشددا على ضرورة تخفيض فاتورة الواردات نظرا لوجود المواد المحلية وذات الجودة في السوق. وقامت الجزائر التي كانت تعد رابع أكبر مستورد للتفاح الفرنسي، بداية 2016 بتخفيض مشترياتها من هذه المادة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي، حيث جاء وفقا لأرقام وزارة الزراعة الفرنسية، نقلا عن صحيفة "لو باريزيان"، أن تراجع صادرات التفاح إلى الجزائر يقدر بنسبة "36 بالمائة في سنة واحدة و "28 بالمائة خلال خمس سنوات". ويعد كريستيان ايستروزي، أحد كوادر الحزب الجمهوري اليميني، الذي يكن كراهية دائمة لكل ما هو جزائري، فقد أصدر مرسوما بلديا، حين كان عمدة مدينة نيس لمنع إظهار الأعلام الوطنية الجزائرية عشية لقاء "الخضر" ضد ألمانيا في كأس العالم. كما عُرف عليه كراهيته للإسلام والمهاجرين، ولم يتردد في إحدى المناسبات في القول "تحيا الجزائر فرنسية"، وهو تصريح ينم عن "عنصرية مقيتة" لكل ما هو جزائري ومسلم، ليأتي في الأخير بطلب من الجزائر إنقاذ مئات من منتجي التفاح في المنطقة التي يحكمها. واللافت في الأمر، أن ايستروزي معروف عنه أيضا بدعمه للكيان الصهيوني، حيث أثار جدلا بعد قيامه بالتبرع بمبلغ 50 ألف أورو للكيان الصهيوني. وفي مارس 2013، رفض النائب اليميني، كريستيان ايستروزي عندما كان عمدة لبلدية نيس، تنظيم احتفالات في مارس في ذكرى إعلان وقف إطلاق النار في حرب الجزائر غداة توقيع اتفاقيات ايفيان في 1962. واجتمع ايستروزي الذي ينتمي إلى الاتحاد من اجل حركة شعبية، مع عدد كبير من جمعيات العائدين من الجزائر والمحاربين القدامى ليعلن لهم عن رفضه إحياء الذكرى. ورغم أن مذكرة من إدارة المحافظة طلبت من رؤساء البلديات "رفع الأعلام على المباني والمقار العامة" في 19 مارس، إلا أن عنصرية "ايستروزي" دفعته إلى الرفض وقال "لن أمتثل لهذه لتوصيات هذه المدينة ولن اقبل برفع الإعلام. وبالطريقة نفسها، لن ينظم اي احتفال في المدينة في 19 مارس". وبرر موقفه بالقول أن "توقيع اتفاقيات ايفيان التي احترمتها فرنسا من جانب واحد شكل بداية عمليات خطف وقتل لأكثر من ثلاثة آلاف أوروبي، وستين ألف حركي"- حسب اعتقاده-. ومعروف عن كريستيان ايستروزي، ولاءه للأقدام السوداء، حيث اعتبر في نوفمبر 2014، أن "الفاتح نوفمبر لم يكن إلا بداية (مأساة للأقدام السوداء)"، وقدم بذلك قراءة عرجاء للتاريخ تترجم رفض اليمين المتطرف للإعتراف بجرائم الإحتلال الفرنسي طيلة فترة استعمار الجزائر. وتأتي تصريحات، كريستيان ايستروزي، قبيل الإنتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أفريل المقبل، ودغدغة لمشاعر اليمين الفرنسي الذي تعد منطقة نيس، أهم معاقله ومعروفة بوعائها الإنتخابي المشكل أساسا من "الأقدام السوداء".