أصدرت محكمة عين ولمان بولاية سطيف الخميس الفارط، حكما بخمس سنوات سجنا نافذا في حق إمبراطور الشمة، الذي أنشأ مصنعا لإنتاج الشمة المقلدة التي كان يحضرها بالاستعانة بخلاطات الإسمنت ويوزعها عبر مختلف جهات الوطن. المتهم انشأ المصنع ببلدية الرصفة جنوب ولاية سطيف أين قامت فرقة الشرطة القضائية لأمن بلدية صالح باي بعملية مداهمة خاصة جدا، تم خلالها اكتشاف مصنع غير قانوني يختص في تقليد الشمة وترويجها عبر مختلف جهات الوطن، حيث تم العثور على سلسلة من الماكينات منها المجهزة بأحدث التقنيات، مع وجود كمية هائلة من الشمة التي فاقت 500 قنطار. وقد تمت الاستعانة بست شاحنات من الحجم الكبير لحجز البضاعة والتي شُرع في نقلها ابتداء من الساعة الثالثة مساء الى غاية الثامنة ليلا، كما تم العثور على أكثر من 40 برميلا من المواد الملونة تستعمل في تلوين الشمة مع كمية هائلة من مادة الجير بلغت 40 قنطارا رفقة 20 قنطار من الملح وكمية معتبرة من البلاستيك. وضبطت الفرقة كمية معتبرة من الأكياس التي تحمل وسم الشركة الوطنية للتبغ بالإضافة إلى أكياس لمختلف الماركات التي يجري تداولها في السوق والتي بلغت كميتها 2000 كارطون، بالإضافة الى 20 آلة كهربائية تستعمل في صناعة الشمة وخلاطات اسمنت تستعمل في خلط هذه المواد مع آلات تعليب وطابعات حديثة. وقد قدرت قيمة المحجوزات بحوالي 46 مليار سنتيم وهي أكبر قيمة يتم الوقوف عليها في السنوات الأخيرة. وعند محاكمة المتهم اعترف بالتهم المنسوبة إليه مؤكدا تخصص الجهة الجنوبية في هذا النوع من النشاط. ومن جهته طالب الطرف المدني الممثل لجمعية حماية المستهلك بتعويض قدره 500 مليون سنتيم بالنظر للأضرار الصحية التي تخلفها هذه المادة مشيرا إلى إحصاء 3400 إصابة بسرطان الرئة بولاية سطيف وحدها. وفي نهاية المحاكمة أصدر القاضي حكما بخمس سنوات سجن نافذ في حق المتهم الرئيسي وشريكه، مع تعويض قدره 50 مليون لشركة التبغ و10 ملايين لمصالح الضرائب و5 ملايين للطرف المدني.