كشف التحقيق الذي فتحته مصالح الدرك الوطني، ببشّار بخصوص قضيّة حجز أزيد من 3.9 طنّ من المخدّرات، عن تورّط عون أمن ببلدية تمنطيط بأدرار من تزوير وثائق الجنسية التي استخدمها "مالي" يعتبر عنصرا نشيطا في هذه الشبكة التي كانت تستعمل سيّارات "تويوتا ستايشن" لتهريب كميّات معتبرة من المخدّرات عبر الصحراء. وأبانت محاكمة شخصين أمس، أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، تفاصيل القضيّة التي تضاف إلى سجّل العمليات التي نفّذتها مصالح حرس الحدود بمنطقة "تيلبالة" ببشّار خلال السنوات الأخيرة في إطار محاربتها للجريمة المنظّمة ومطاردة شبكات التهريب، وكانت هذه العملية من الوزن الثقيل، حيث حجزت ذات المصالح في شهر مارس من سنة 2009، أكثر من 9 أطنان و90 كلغ من الكيف المعالج المهرّب عبر الحدود المغربية بعد مطاردة خطيرة شبيهة بالمطاردات السينمائية، خصوصا وأنّه قد تخلّلتها اشتباكات عنيفة بالأسلحة، وتبادل لإطلاق النّار ما بين مصالح حرس الحدود والجماعات المهرّبة، وكان ذلك على إثر استغلال معلومات من قبل ذات المصالح مفادها مرور قافلة من سيّارات "تويوتا ستايشن" تخصّ شبكة خطيرة، عبر صحراء تبلبالة، وبعد التحرّي والترصّد، تمّ اكتشافها ومطاردتها، لكنّ عناصر الشبكة أبدوا مقاومة عنيفة باستعمال الأسلحة، وأسفرت هذه العملية عن انقلاب إحدى السيّارات، فيما لاذت أخرى بالفرار، حيث عثر على الكميّة المذكورة داخلها وتواصل البحث عن السائق الذي ألقي عليه القبض فيما بعد، وهو المدعو "ر.ك" مالي الجنسية، وعثر بحوزته على رخصة سياقة مزوّرة على أساس أنّه جزائري الجنسية، حيث أفادت التحقيقات معه بأنّه "ميكانيكي" كان يقود السيّارة ضمن القافلة التي تخّص الشبكة، وقد حصل على الوثائق المزوّرة بمساعدة عون أمن ببلدية تمنطيط بأدرار يدعى "ر.س"، هذا الأخير تمّ توقيفه وتحويله للعدالة، إلاّ أنّه أنكر جميع التهم المنسوبة إليه في جلسة المحاكمة أمس، ليتّم إدانته بعقوبة عامين حبسا نافذا بتهمة التزوير، كما أنّ المتّهم الرئيسي أنكر انتماءه لهذه الشبكة، وقال بأنّه مجرّد راع إبل كان يجول بالمنطقة حين تمّ توقيفه، وبناء على مجريات التحقيق والمحاكمة تمّ إدانته بعقوبة السجن المؤبّد بتهمة تكوين جماعة أشرار وحيازة والمتاجرة بالمخدّرات والتزوير واستعمال المزوّر.