تمكنت فئة المعاقين في الجزائر خلال السنوات الأخيرة من حصد شهادات علمية عليا، واجتياحها مجالات العمل والفكر والاختراع، إلا أنها ورغم السعي لإدماجها في جميع المجالات وتحقيق الكثير من الحقوق، بقيت الكثير من العراقيل تقف حاجزا مانعا يجعل هذه الفئة تشعر بالتهميش والإقصاء. ويشكل البرلمان بغرفتيه منبرا مهما للدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، فكما يقال في المثل الشعبي "ما يحس بالجمرة غير ألى كواتو". كان من الأجدر أن يمثل هؤلاء شخص معوق مثلهم ولديه كفاءة علمية وثقافية يستطيع بذلك أن يكون مرآة عاكسة ولسانا معبرا عن احتياجات ومتطلبات وضروريات المعوقين في الجزائر. وقال في هذا الصدد، رئيس الإتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين رزاق محمد نبيل، إن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي يفوق عددها في الجزائر ؟؟؟ ملايين معوق غابت تماما في البرلمان، ولا يوجد أي عضو حاليا يمثلها، واعتبر أن ذلك تمييز وتهميش رغم أننا في عصر الفكر والكفاءة العلمية، وأضاف أن ممثلا واحدل في المجلس الشعبي الوطني، يكون من فئة المعوقين يمكن أن يوصل معاناة هؤلاء عبر منبر البرلمان. وأكد نبيل رزاق، أنه خلال سنتي 2002، و2007، مثل أحد المعوقين وهو من ولاية الشلف ذوي الاحتياجات الخاصة في البرلمان، ولكن في السنوات الأخيرة، لم تعط الفرصة لشخص آخر يتحدث باسم المعوقين، حيث يرى أن الانتخابات التشريعية القادمة، ستكشف عن عدد من المعوقين يتصدرون المراتب الأولى في قوائم الأحزاب، وكشف عن ترشح 6 معوقين من الاتحاد الوطني للمعوقين الجزائريين، في قوائم حزب جبهة التحرير الوطني في كل من الولايات وهي العاصمة، سكيكدة، ورقلة، تبسة، تلمسان، بلعباس، وهم حائزون على شهادات جامعية عليا منها شهادة ماستر. وفي حزب تجمع أمل الجزائر "تاج" لعمار غول، تقدم العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة بملفاتهم حسب المكلف بالإعلام، نبيل يحياوي، للترشح في قوائم الحزب عبر ولايات الوطن، حيث قال إن الكثير منهم تصدروا المراتب الأولى في القوائم، خاصة في الولايات التي بها 18 و15 مقعدا. وأوضح أن حزب تاج يبحث عن الكفاءات والتميز الثقافي والعلمي لمرشحيه ولا يهم الإعاقة الجسدية، والثقة موضوعة حسبه، في كل شخص يتميز بكفاءة علمية وتتوفر فيه خصوصيات البرلماني والممثل أحسن تمثيل للحزب. وتعتبر فئة المعوقين حركيا، أكثر المترشحين في تاج، بينهم شاب يبلغ من العمر 27 سنة من ولاية سكيكدة يملك شهادة ماستر، تم قبول ملفه ويتقدم قائمة المترشحين. من جهته، أكد القيادي في حركة مجتمع السلم، ناصر حمدادوش، أن حزبه فتح مجالا واسعا لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة للترشح في قوائمه عبر ولايات، وقال إن المهم أن الكفاءات والإطارات ولا يهم الإعاقة الجسدية للمترشحين، مضيفا أن قوائم بعض الولايات تضمنت معوقين في المراتب الأولى.