تعاني البلديات الثلاث من حرمان ممنهج، جعلها تعيش في عالم التخلف والحرمان رغم امتلاكها مقومات كبيرة للنهوض، من مساحة وموقع استراتيجي وطاقات شبابية، إلا أن الإقصاء الممنهج من طرف القائمين على الولاية طيلة عقود، أدى بشباب البلديات إلى الإحساس بالغبن والحقرة، مناشدين الوزير الأول ووالي الولاية زيارة البلديات لمعرفة مدى الحرمان والتخلف الذي يعيشه ربع مليون ساكن. الزائر إلى البلديات الثلاث لا يبذل أي جهد لمعرفة مدى التخلف الذي تعيشه دائرتا سيدي عيسى وعين الحجل وبلدية بوطي السايح، فلا استثمار ولا فرص عمل ولا مستشفيات ولا سكنات ريفية ولا اجتماعية تكفي الطلبات الهائلة، فكل المشاريع التي استفادت منها الولاية في سنوات البحبوحة حولت بفعل فاعل إلى بلديات المنطقة الشرقية للولاية أو استهلاكها في مقر الولاية، يقول أحد المنتخبين المحليين. ورغم أن البلديات تحصي آلاف الفلاحين إلا أنهم يعانون من صعوبات جمة، فلا دعم فلاحيا ولا كهرباء ريفية ولا سكنات ريفية، حيث تعاني قرى ومداشر بأكملها من انعدام شروط الحياة فالحرمان من الكهرباء وانعدام المسالك الريفية رغم آلاف المراسلات والمناشدات لسكان الأرياف للولاية إلا أنه لا حياة لمن تنادي. والأدهى والأمر، يقول أحد المواطنين أن هناك مئات السكنات تقع في قلب المدن ومحرومة من الكهرباء وهو أمر محير ولا يحدث إلا في ولاية المسيلة التي تعتبر أضعف ولاية على المستوى الوطني في تزويد مواطنيها بالكهرباء سواء الريفية أم الحضرية. التهيئة الحضرية بدورها تعتبر النقطة السوداء في بلدية عين الحجل التي يعاني مجلسها الانسداد تقريبا منذ تنصيبه في حين تعاني المسالك الريفية للدواوير من الاهتراء، زيادة على نقص الماء الصالح للشرب، فما بالك بالسقي، فجل السكان يتزودون بالصهاريج مما جعل الاستفادة من الأراضي الفلاحية أمرا غائبا، رغم أن المنطقة تحصي آلاف الهكتارات الخصبة. رئيس بلدية سيدي عيسى، عماري عيسى، وفي إحدى خرجاته حمل المسؤولية لرؤساء المصالح في الولاية الذين ساهموا، حسبه، بقدر كبير في حرمان البلديات الثلاث من مشاريع تعود بالفائدة على السكان، وهو ما ذهب إليه أغلب السكان في حديثهم إلى الشروق، طالبين من والي الولاية السيد مقداد الالتفات إلى البلديات بعد أن يئسوا من سابقيه.