تمكن عناصر فرقة الشرطة القضائية بأمن دائرة زيغود يوسف بقسنطينة، السبت، من وضع حد لنشاط مشعوذة تبلغ من العمر 32 سنة، وزوجها البالغ من العمر 42 سنة، ظلاّ يمارسان طقوس شعوذة غريبة للإيقاع بعشرات الضحايا من بينهم إطارات وأساتذة جامعيون وحتى أطباء، وأشخاص يمثلون الطبقة المثقفة من عدد من الولايات منها قسنطينة وعنابة وسكيكدة، وسلبهم مبالغ باهظة، قدرت بنحو نصف مليار سنتيم بالإضافة إلى كمية معتبرة من المصوغات والمجوهرات الذهبية التي جمعتها عن طريق النصب والاحتيال، بلغت أكثر من نصف كيلوغرام. المشعوذة ظلّت تمارس نشاطها الإجرامي بزعمها أن لديها قدرات خارقة تستطيع من خلالها معالجة عديد الأمراض المستعصية، خاصة منها مختلف أنواع السرطان، مقابل تقاضيها أموالا باهظة منهم، في حين كانت لا تتردد في الحصول على المصوغات والمجوهرات الذهبية من زبائنها العاجزين عن تسديد مستحقات العلاج المزعوم نقدا. بل أكثر من ذلك، فقد كانت تستغل حالات اليأس لدى المرضى، الذين يقصدون بيتها من مختلف البلديات وحتى من بعض الولايات المجاورة، لتفتح لهم أمل الشفاء من خلال ممارسة طقوس غريبة ومنحهم "أحجبة" عليها طلاسم غير مفهومة، وخلطات من الأعشاب وبعض المواد المجهولة، لتسلبهم أموالهم ومجوهراتهم مدعية قدرتها على شفائهم من أمراضهم المستعصية، التي عجز الطب عن علاجها، وكان زوجها العامل البسيط في إحدى الشركات الخاصة، يساعدها في استقبال الزبائن، وتحديد مواعيد العلاج لهم، بالإضافة إلى قبض الأموال وإنجاز الخلطات المقدمة للمرضى، الذين أعماهم اليأس في الشفاء من أمراضهم المستعصية، ليقعوا فريسة سهلة بين يدي هذه المشعوذة وزوجها. وفور تلقي عناصر أمن دائرة زيغود يوسف معلومات مؤكدة بشأن النشاط المشبوه للمتهمة وزوجها تم توقيفهما متلبسين بممارسة طقوس السحر والشعوذة، واسترجاع مبلغ مالي معتبر قارب نصف مليار سنتيم نقدا، بالإضافة إلى نصف كيلوغرام من المعدن النفيس تم جمعها من عمليات النصب والاحتيال من عشرات المواطنين والمرضى الذين أصرّ ستة منهم على متابعة المشعوذة وزوجها قضائيا، ليتم تقديمهما أمام وكيل الجمهورية بتهمة النصب والاحتيال عن طريق الشعوذة. فيما ذكرت مصادرنا أنه وفور انتشار خبر توقيف المتهمة وزوجها حتى شرع الضحايا في تقديم شكاويهم والتأسس كأطراف مدنية في القضية.