نطقت، عند السابعة من صباح الجمعة، جنايات بومرداس، بأحكام متفاوتة في حق 36 متهما موقوفا من بينهم 10 نساء ينحدرون من ولايات قسنطينة، وهران، معسكر، البليدة، العاصمة، بومرداس، وذلك بتسليط عقوبات ما بين سنة و18 شهرا حبسا و06 سنوات سجنا نافذا في حق 20 منهم من بينهم امرأتان، الأولى تدعى "ن.زينب" أو أم الموحدين و" م.ب.خديجة" أو زهرة مع تبرئة ساحة 16 متهما من بينهم زوجة القاضي الشرعي لتنظيم داعش الإرهابي، المكنى "أبو مرام الجزائري" وذلك لمتابعتهم بجرم الانخراط في جماعة إرهابية تنشط بالخارج وكذا الإشادة بالأفعال التخريبية وتشجيعها ومحاولة الانخراط وحيازة سلاح من الصنف الرابع. حيثيات هذه المحاكمة التي بدأت في حدود الساعة 11 من صبيحة الأربعاء إلى غاية صبيحة الجمعة تعود لنوفمبر من سنة 2015، عندما تقدم شخص إلى مصالح الأمن بالرويبة شرق العاصمة يخطرهم بغياب زوجته وفقدانه أثرها، ومن خلال التحريات تبين أن المعنية المسماة "ب.خديجة" أو أم عبد الله الأنصاري غادرت التراب الوطني باتجاه تركيا ومنها التحقت بتنظيم داعش بسوريا مخلفة بذلك زوجها وأطفالها و هو نفس حال المسماة "ب.أمينة" التي خرج والدها للبحث عنها، ليتضح أن هناك شبكة تعمل على التجنيد لصالح تنظيم داعش الإرهابي الذي يتزعمه أبو بكر البغدادي، وذلك عبر نسج خلايا عبر ربوع الوطن، كل حسب تخصصه. ومن خلال حساباتهم على مواقع التواصل تم التوصل لباقي العناصر الذين كانو على تواصل معهم، ومن بينهم صاحب مكتبة من بجاية حسابه بعنوان "أبو أسامة البجائي" الذي أرسل مع شخص يعمل لديه مبلغ 1000 أورو لتونس ليسلمها للمسماة إيمان لتلتحق بزوجها الجزائري المقاتل بداعش، والذي أكدت زوجتاه اللتان تم توقيفهما أن زوجهما هو من كان يهددهما ويرغمهما على الالتحاق بداعش وكان يحضر لنقلهما رفقة أبنائهم إلى سوريا عبر تركيا باستخراجه جوازات السفر وتأشيرات خاصة بتركيا بعد ما ظل على اتصال مع أبو العباس الذي تمكن هو وأسرته من الالتحاق بالتنظيم وبقيا على اتصال عبر خدمة الفايبر. ومن أجل التغلغل بالمجتمع الجزائري عمد هذا النظام الإرهابي الناشط بالعراق والشام إلى التغرير بالشباب عن طريق إغرائهم واستغلال نقاط ضعفهم، مثلما هو الحال للمتهم "أ.عماد" المدعو معاوية الذي يعد والده من قدماء الإرهابيين، حيث كان هذا الشاب يبحث عن والده المفقود وله ملف على مستوى منظمة حقوق الإنسان عندها استغله عناصر التنظيم، حيث حدثه المكنى "أبو دجانة" المتواجد بسوريا عن علاقته بوالده الذي التقاه بمنطقة بيشاور، وهو نفس حال شاب آخر حاصل على شهادة ليسانس إنجليزي يدعى "غ.حمزة" والذي يعتبر ابن إرهابي سابق والذي استغله النظام بحكم تحكمه في عدة لغات لإرساله إلى تركيا وكذا عمله على تأمين الفيزا لهم. كما تم العثور على مناشير وتعليقات تعود لهؤلاء والتي تشير جميعها للتنظيم الإرهابي داعش وتمجده، ناهيك عن اتضاح الفكر التطرفي الذي يحمله هؤلاء من خلال ما ينشرونه ويتبادلونه عبر الفيسبوك والأنستغرام، وبالتالي المحادثات التي جمعتهم حتى بقياديي النظام المتواجدين بسوريا ومن بينهم المفتي الشرعي للتنظيم إبن مدينة بودواو ببومرداس المسمى "مريمي محمد" المكنى "أبو مرام الجزائري"، وابن عنابة فارس أو أبو دجانة المسؤول عن التنسيق والتجنيد، وظل هؤلاء ينشطون ويدعون ل"الجهاد" بسوريا والعراق، حيث تم العثور بحوزة بعضهم على جوازات سفر عليها تأشيرات لتركيا قاصدين الرقة للانضمام لداعش، وهو الحال لعديد المتهمين ونسائهم الذين كانوا يخططون للهجرة لما اعتبروه "الدولة الإسلامية"، وهو الأمر الذي نشطت لأجله عدة نسوة ومنهن من خلفت أطفالها ليتحولن إلى سبايا لدى مقاتلي داعش، ومن بين من كانت تدعو لذلك أم لأربعة أطفال وابنة قيادي سابق بحزب الفيس والتي لها أخ قتل بسوريا والمعروفة لدى الجماعة بأم الموحدين. وإلى جانبها صديقتها "ل.مريم" أو مريم الياقوت التي كانت تتواصل مع فتاة مصرية تدعى رباب تدعو للجهاد بداعش، كما كانت تتواصل مع المكنى "أبو العباس" الذي أخبرها أنه كان مقيما في ألمانيا وحاليا يعمل طبيب تنظيم داعش ودعاها للالتحاق بهم بسوريا. أما أصغر فتاة المسماة رميساء من وادي سوف تعد ابنة أخت المتهمة الفارة ب.خديجة التي كانت تعمل على تزويجها للمتهم معاوية. فيما تعد باقي المتهمات زوجات وافقن أزواجهن على مغادرة أرض الوطن والالتحاق بداعش. فيما تقبل باقي المتهمين هذا الفكر المتطرف بنشر صورهم وهم يشيرون بإصبعهم إشارة داعش وينشرون شعارات تمجده، فيما حملت هواتفهم أناشيد تحريضية، غير أنهم أنكروا جميعهم ما نسب إليهم، على أن تفصل المحكمة في القضية اليوم.