لم يمر قرار منع الأساتذة من ارتداء الزي "السلفي" بردا وسلاما على موظفي القطاع، بل وحتى أولياء التلاميذ الذين استنكروه بشدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروه تمهيدا لسلسلة من القرارات وتهديدا للإسلام والهوية الجزائرية بتطبيق أفكار وتعليمات مستوردة على مجتمع مسلم من دون مراعاة خصوصية الأفراد فيه، ليكون الدور القادم حسبهم على الجلباب. موجة استياء عارمة غزت مواقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد قرار مديرية الوظيف العمومي بمنع الأساتذة والمعلمين من ارتداء اللباس السلفي والذي كانت جريدة "الشروق" سباقة لتناوله، فراح المعلمون يتحدون بشكل واضح وصريح هذا القرار بالتقاط صور "سيلفي" في اليوم الأول من العودة لمؤسساتهم التعليمية وهم يرتدون الزي "السلفي" داخل أقسامهم وبحضور زملائهم وتلاميذهم، ليتحول الأمر من مجرد صور إلى حملة قوية على موقع "الفايسبوك" يؤكد من خلالها أصحابها تمسكهم بردائهم المستمد من روح الإسلام والصحابة والسلف الصالح. ومع أن الحملة الفايسسبوكية وردود الفعل كانت قوية غير أن الآراء في وسط المختصين والنقابات كانت متباينة. وفي هذا الإطار، يرى الأمين الوطني للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميدات، أن للمدارس حرمتها وقدسيتها، فيكون اللباس محترما لا يمس عواطف أي شخص أو ديانته، وهو أمر ورد في مرسوم الوظيف العمومي منذ 2013 لكن لم يعمل به، واستحسن المتحدث ارتداء المعلمين والأساتذة على حد سواء اللباس اليومي العادي مع ضرورة إلزام المعلمات والتلميذات أيضا بالابتعاد على التنانير القصيرة والشعر المسدول على الأكتاف وغيرها من الملابس غير المحترمة فالقانون يطبق على الجميع وليس السلفيين فقط. وطالب المتحدث باتخاذ إجراءات أخرى أكثر أهمية من اللباس كأخلاق المربين والكلام الذي يتفوهون به أمام التلاميذ، ولابد من منعهم من التدخين في الأقسام حتى تكون المادة الأخلاقية المقدمة في المستوى.
بوجمعة شيهوب: الوزارة تركت اللباس الفاضح لتمنع اللباس المحترم من جهته، استنكر الأمين العام للتنسيقية الوطنية للعلوم الإسلامية بوجمعة شيهوب، بشدة قرار مديرية العمل، واعتبره مندرجا في الحريات فلكل فرد حرية اختيار الرداء الذي يراه مناسبا، مستغربا في الوقت ذاته كيف لم تتخذ إجراءات ضد الماكياج الصارخ والملابس القصيرة "الميني" وانشغلوا باللباس السلفي المحترم، مستطردا لقد تعودنا على مهاجمة كل ما هو محترم وجيد وتشجيع كل ما هو رديء، مضيفا لباس المعلم والأستاذ السلفي لا يؤثر إطلاقا في المادة والمعلومات المقدمة للتلاميذ، والتأثير الوحيد هو في الأمور السلبية التي حولها مجتمعنا إلى إيجابية.
بن زينة: القرار صائب لكن نخشى أن يكون الدور على الحجاب يعتقد رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ بن زينة علي، أن ممارسة بعض الأساتذة مهمة التدريس بالقميص أمر غير منطقي لكن لابد من الحذر حتى لا يأتي الدور في المرة المقبلة على الحجاب، فبعض الأبواق الداعية لاجتثاث السلفية من المؤسسات التربوية لن تكتفي بهذا الإجراء فهو خطوة أولى من مخطط طويل، مبديا تخوفه الشديد على الحجاب والجلباب كونهما أصل لباس المرأة الإسلامي ودعا بن زينة إلى اقتصار القرار على الأساتذة الرجال والاكتفاء بإلزامهم بلبس اللباس العادي.
الأئمة: قوانينكم حرب على الاحتشام وتشجيع للباس الفاضح دعا الأمين العام لتنسيقية الأئمة وموظفي الشؤون الدينية الشيخ جلول حجيمي، إلى عدم التمييز داخل المؤسسات التربوية ولابد من ترك حرية اختيار اللباس مادام أنه لا يتنافى مع أخلاق المجتمع، متعجبا من منع اللباس الإسلامي المحتشم والتشجيع على اللباس الفاضح وهذا هو المنطق، وطالب المتحدث بالابتعاد عن إثارة عواطف الأشخاص وحساسيتهم مع العدل في معالجة مثل هذه القضايا. أما إمام المسجد الكبير وشيخ الزاوية العلمية علي عية، فلا يرى حرجا في ارتداء الأساتذة والتلاميذ الزي السلفي فهو لباس محترم وساتر للجسد فالمشكل يكمن في اللباس الراهن من سراويل ممزقة ومنخفضة ومتدلية وثياب الفتيات غير المحتشمة فهذا هو اللباس غير جائز والمفروض منعه على الجميع، أما منع الزي السلفي والحجاب والجلباب أمر مرفوض وغير مقبول، وأردف الشيخ عية كان لابد على وزارة التربية حظر الأسلحة والعنف المتفشي في المؤسسات التربوية وليس بحث أمور الملابس.