احتج منذ الساعة السابعة من صبيحة الأحد، سكان قرية تيبوعلامين الواقعة بأعالي جبال بلدية تيزي نبربر بولاية بجاية، التي ينحدر منها "سعيد جودر" 66 سنة، اطار سابق بقطاع الغابات وخبير لدى القضاء في مجال الغابات وابن شهيد، الذي انقطعت أخباره منذ يوم الخميس 30 مارس الفارط، في ظروف جد غامضة، حيث أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بجاية بولاية سطيف وذلك على مستوى منطقة تالة خالد بالمدخل الغربي لبلدية أوقاس، للمطالبة بفك لغز الاختفاء المحيّر لابن قريتهم، هذا الأخير الذي استقر قبل 40 عاما بمدينة بجاية رفقة عائلته. وقد طالب المحتجون بضرورة تكثيف عمليات البحث من أجل اعادة عمي السعيد سالما معافى إلى ذويه، مع الإشارة أن آخر يوم ظهر فيه "سعيد جودر" كان عندما خرج من محافظة الأفلان لبجاية قبل أن يتبخر هو وسيارته من نوع "بولو" رمادية اللون، ورغم حملات البحث التي أطلقت في هذا الشأن بأمل العثور على المختفي والتي شارك فيها العديد من المواطنين الذين جابوا مختلف مناطق الولاية بمركباتهم، الا أنه لا أثر لمرشح الأفلان للتشريعيات المقبلة عن ولاية بجاية، كما ظل هاتفه النقال طوال هذه الفترة مغلقا، حيث أكد أحد أبناء المختفي في تصريح سابق ل"الشروق" أن والده كان شديد الحرص على الاتصال بعائلته في حالة غيابه عن المنزل، الأمر الذي أدخل الحيرة في نفوسهم، مع العلم أن المختفي لا يعاني من أي مشاكل، نفسية كانت أو عائلية، حسب ما أكده ابن المختفي. وفي اتصال هاتفي أمس ل"الشروق" مع أحد أبناء المختفي، أكد هذا الأخير أن الأمور لا تزال جد غامضة ولا أخبار جديدة عن والده إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وقد تم إعادة فتح الطريق بعد غلقه لقرابة ساعتين من الزمن بعد تدخل السلطات، مع العلم أن مصالح الأمن لا تزال تواصل - حسب معلوماتنا - تحرياتها من أجل فك لغز هذا الاختفاء المحيّر، الذي يرجح أن يكون عملية اختطاف.