أشعلت السلطات المصرية سباقها المحموم من أجل الإبقاء على وزير خارجيتها الأسبق والأمين العام الحالي للجامعة العربية، عمرو موسى، في منصبه، وباشرت حملتها من أجل حشد الدول العربية لمساندتها في مشروعها هذا، على غرار المملكة العربية السعودية. * وفي هذا الصدد، كشفت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى، أن السلطات المصرية حصلت على تعهد من المملكة العربية السعودية وليبيا، لدعم مرشحها، عمرو موسى، للبقاء على رأس الأمانة العامة للجامعة العربية لولاية ثالثة، قبل حوالي سنة من الاستحقاق المقبل. * وتشير المصادر ذاتها، إلى أن مصر تبذل جهودا حثيثة من أجل إنجاح مشروعها الرامي إلى إبقاء منصب أمين عام الجامعة العربية حكرا عليها، وبالتالي قطع الطريق على مطلب الجزائر الداعي إلى تدوير هذا المنصب على بقية الدول العربية، تحقيقا للمبادئ الديمقراطية، سيما بعد أن سربت معلومات حول احتمال دفع الجزائر بعبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، كمرشح لخلافة عمرو موسى. * وتصاعدت حمى حملة الاستقطاب المصرية من أجل التجديد، مع شروع القاهرة في ربط اتصالات متقدمة مع عدد من الدول العربية القريبة منها، لدعم مشروعها، على غرار العراق والمغرب والأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، بموازاة حملة موازية تكون قد أطلقتها الجزائر لدعم موقفها الرامي لتدوير منصب أمين عام الجامعة، وهو الأمر الذي يلقى تجاوبا من طرف دول معروفة برفضها للهيمنة المصرية، على غرار سوريا وقطر والسودان. * ومما يزيد من قوة هذه المعلومات، الأخبار غير الرسمية، التي تتحدث عن احتمال تولي الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بلخادم، منصب سفير الجزائربالقاهرة، في ظل الصعوبات التي صار يواجهها سفير الجزائربالقاهرة والممثل الدائم لدى الجامعة العربية، عبد القادر حجار، في أداء مهامه، بعد الأحداث التي عاشتها مصر عقب الاعتداء على بعثة الفريق الوطني في مصر الخريف الماضي. * وبينما لم يصدر لحد الساعة أي تصريح رسمي أو نية واضحة لدى السلطات الجزائرية في خوض السباق من أجل تولي منصب أمين عام الجامعة العربية، تبدو الحملة المصرية وقد حركتها دوافع داخلية بحتة، وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية المصرية، المرتقبة العام المقبل، والتي يسعى من خلالها الرئيس حسني مبارك إلى البقاء في منصبه لعهدة خامسة، وذلك لن يتأتى إلا بتحييد واحد من أكبر المرشحين للرئاسة في هذا البلد، ممثلا في شخص عمرو موسى وذلك بإبقائه أمينا عاما للجامعة، حتى لا يفكر في حل بديل، ومن ثم الانفراد بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، الذي يهدد عرش آل مبارك في السيطرة على الرئاسة بدولة الكنانة.