تحدثت مصادر إعلامية مصرية على أن الحكومة المصرية قد باشرت اتصالات حثيثة مع عدد من الدول الخليجية لكسب تأييدها ضد الحملة التي قالت إن الجزائر تباشرها عبر قنواتها الدبلوماسية من أجل حشد التأييد العربي بخصوص مطلب تدوير رئاسة الجامعة العربية الذي تحتكره مصر منذ إنشاء الجامعة في أربعينيات القرن الماضي. وبحسب ما أوردته جريدة ''المصريون'' في عددها الصادر أمس فإن الجزائر باشرت العديد من الاتصالات مع عدد من الدول العربية المؤثرة من أجل حشد التأييد لموضوع تدوير منصب الأمانة العامة للجامعة العربية، مؤكدة أن الدوائر الدبلوماسية المصرية تنظر بقلق شديد إلى هذه التحركات التي باشرتها الدبلوماسية الجزائرية في المدة الأخيرة، وتسعى جاهدة في الظرف الحالي للتحرك العاجل من أجل التصدي لهذه التحركات عبر عدة محاور. وتابعت الجريدة التي أوردت الخبر نقلا عن مصدر دبلوماسي مصري رفيع المستوى أن بوادر توتر جديد في العلاقات الجزائرية المصرية قد لاح في الأفق بعد تأكد الأنباء الخاصة بالتحركات الجزائرية مع عدد من الحكومات العربية، حيث تعتزم مصر- حسبها- الرد باتصالات مماثلة مع عدد من الدول العربية في مقدمتها حلفائها التقليديين من دول الخليج العربي للتصدي للمحاولات الجزائرية، وضمان استمرار هيمنة مصر على المنصب بوصفها بلد المقر على اعتبار أن العرف العربي الجاري العمل به -حسبها- هو تولي البلد الذي يوجد به مقر الهيئة منصب الأمين العام، كما حدث عندما تولى التونسي الشاذلي القليبي المنصب إبان نقل الجامعة من القاهرة إلى تونس على خليفة المقاطعة العربية لمصر بعد كامب ديفيد. وأضافت الجريدة في مقالها أن الجزائر جددت إثارة الموضوع بعد أن أثارته في مرات سابقة مع بداية الألفية الجديدة أي منذ صعود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الحكم، وهذا في إطار مساعي وصفتها ب''الهادئة'' من أجل خلق رأي عام بين الدول العربية لتدوير المنصب الذي لم يشغله أي شخص غير مصري باستثناء فترة المقاطعة بين مصر والدول العربية عقب اتفاق كامب ديفيد في عام .1979 غير أنها قالت إن المسؤولين المصريين في القاهرة يسعون إلى عدم الرد على تصريحات المسؤولين الجزائريين مستندة إلى بعض التصريحات لعبد العزيز بلخادم وزير الدولة الممثل الشخصي لرئيس الجمهورية في العديد من المناسبات حول هذا الموضوع. وفي نفس الإطار ذكرت نفس الجريدة أن الأمين العام الحالي للجامعة العربية المصري عمرو موسى يكون قد قرر الانسحاب بعد نهاية عهدته الحالية وعدم تجديد ترشحه لولاية ثالثة وأن مساعيا كبيرة يقوم بها مسؤولون مصريون على أعلى مستوى من أجل إقناعه بالعدول عن رأيه وهذا بسب عدم وجود شخصية حتى الآن لتولي هذا المنصب تحظى بالإجماع والتأييد من الدول العربية بشكل يؤمن احتفاظ مصر بالمنصب. وبخصوص هوية الدول التي يزعم المسؤولون المصريون أن الجزائر اتصلت بها لم يتم ذكر أي منها الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول خليفة تسريب هذا الخبر للإعلام المصري والغاية منه إن كانت فعلا هناك تحركات جزائرية، أم أن الموضوع مجرد استباق للأحداث من طرف مصر عل خلفية تخوفها من ردة فعل قوية من الجزائر على الحملة التي شنتها عليها.