تعيش مدينة جانت، عاصمة الطاسيلي، حركة غير عادية من طرف مواطنيها خلال الأشهر الأخيرة، وتهدف كل العمليات والمشاريع التي أعيد تحريكها من طرف الوالي المنتدب للمقاطعة، محمد السعيد بن قامو، في مجالات الطرقات والتهيئة وحملات النظافة، وفتح ملفات عدد من المشاريع. ويهدف ذلك إلى إعادة الوجه والقيمة الجمالية التي افتقدتها عاصمة الطاسيلي، التي كانت إلى سنوات التسعينات، مقصدا سياحيا مهما بالجنوب الجزائري، غير أن المدينة عرفت في السنوات الأخيرة تراجعا لعدة اعتبارات بينها فقدان مشاريع تهيئة وتزيين المدينة وتدهور الطرقات وغياب مشاريع تفك الخناق على حركة المرور بالمدينة، التي تحولت إلى مشكل حقيقي استاء منه المواطنين، جراء هذه الوضعية، التي تراجعت بسببها مدينة جانت، في ظل غياب حركية اقتصادية، جعلت الوالي الوافد على الولاية منذ أشهر قليلة يسطر جملة من الأهداف، والتي أعلنها في العديد من اللقاءات لتحريك هذه الملفات، بينها عدد من المشاريع المسجلة على عاتق قطاع التعمير والتجهيزات العمومية، وكذا الأشغال العمومية، وعلى رأس تلك المشاريع تهيئة وسط المدينة وحي تين خاتمة ومشاريع تخص تنظيم حي افري الذي يعتبر أكبر الأحياء الجديدة، حيث شرعت المقاولات في نفض الغبار عن ورشات ظلت لسنوات خارج الرقابة، كما انطلقت أشغال التهيئة بوسط المدينة، بينما شرعت وسائل الأشغال العمومية في تزفيت عدد من المحاور، في انتظار الشروع في عملية تخص الطريق المزدوج على مستوى مدخل المدينة، والمفترض أنه غير معني بالتجميد، كونه ضمن عملية منطلقة سابقا، وكذا مشروع الطريق الالتفافي، الذي من المقرر أن يعبر المنطقة الشرقية للمدينة، وهذا لفك الخناق على وسط المدينة التي تمتاز إلى اليوم بطريق رئيسي واحد. وفي الجانب التجاري، فقد شرعت المقاولات في تهيئة المقر القديم للأروقة الجزائرية، والكائن بوسط المدينة، والذي سيتحول إلى سوق مغطاة لجميع تجار الخضر بالمدينة، حيث تقرر إخلاء السوق القديمة، والتي ستحول إلى محلات لتجار الصناعة التقليدية في الفترة المقبلة، بعد أن يتم إعادة عصرنة المحلات، وهذا لمحاربة التجارة الفوضوية والنشاطات التجارية غير المراقبة، وفي جانب آخر، تقرر إخلاء وسط المدينة، من الموقف العام للحافلات، الحضرية وحافلات النقل بين المدن، وهو الموقف الذي تسبب في مشكل حقيقي لحركة المرور، بينما تم إعذار التجار المتواجدين في المنطقة بإخلائها، بعد أن يتم توفير محلات بديلة لهم في المنطقة الجديدة للنشاط التجاري بجوار الأروقة الجزائرية سابقا، وهي المنطقة التي من المقرر أن تتحول إلى منطقة استقطاب تجاري. وفي ما يخص نظافة المحيط، فقد أقحمت أغلب الشركات في عمليات وحملات تطوع، بالنظر إلى الكم الهائل من النفايات التي شوهت وجه المدينة، هذا لدعم العمل المتواضع لمصالح رفع النفايات المنزلية، والتي تعاني من ضعف الإمكانيات في الوقت الحالي، حيث من المقرر أن يتم تكليف مقاولات بعمليات برفع النفايات وعمليات الكنس بالأماكن العمومية، فضلا عن فك الخناق العام على أغلب الساحات العمومية بوسط المدينة، بعد أن أصبحت مستهدفة بعدد من عمليات التهيئة والعصرنة، وأغلبها مشاريع وعمليات منطلقة مؤخرا، وعدد منها على وشك الانطلاق، ليضاف ذلك إلى عدد من المرافق الخدماتية المقرر فتحها قريبا بوسط المدينة، بينها محطة الخدمات الجديدة لنفطال بوسط المدينة، والوحدة الجديدة للحماية المدنية، وعدد من المشاريع السياحية الصغيرة، والتي تدخل في المخطط العام للتهيئة الموجه للنشاط التجاري، وكلها جعلت من المدينة ورشة مفتوحة، يفترض أنها تعيد لعاصمة الطاسيلي مجدها القديم الذي فقدته في السنوات الماضية.