يبعث جديد الموضة وتطورها الدهشة في نفوس متابعيها والساعين لمواكبتها في كل مرة، ولأن شبابنا يستهويه كل ما هو مستورد وقادم من وراء البحار، فبعد اللحية التي اعتمدها الكثير من نجوم هوليود جاء الدور هذه المرة على السواك والأقمصة الملونة " SLIM"... وغيرها من "اللوكات" الموجودة أصلا في السنة النبوية والبيئة العربية، التي شدت انتباه الشباب المولع بالموضة المستوردة وشجعتهم على تجربتها فقط من باب التشبه بالغرب. بلغ الهوس بتقليد بعض رياضي ونجوم الفن في الغرب مداه عند الشباب الذي يتشبث بكل ما هو موضة أجنبية فيسعى لمواكبتها من باب مسايرة التطور، فقد استطاعت اللحية وهي إحدى السنن النبوية وقد دعا الرسول صلى الله عليه وسلم إلى إعفائها موضة عصرنا بعدما اختارها نجم فريق برشلونة الكتالوني "لوكا" جديدا له، وقبله مشاهير هوليود، ما شجع شبابنا على الحذو حذوهم ليس اقتداء بالسنة النبوية بل بجنون الموضة. والغريب أن هذه الأخيرة وقع اختيارها هذه المرة على "السواك"، حيث انتشرت صور لشباب وعارضين غربيين يضعون السواك خلال وجودهم في المنزل أو في طريقهم إلى العمل، وهو ما شجع شبابنا على خوض التجربة. ومع أن السواك أو الأراك هو من الأعشاب التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية، حيث قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب"، وقوله أيضا عليه الصلاة والسلام: "لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة"، لما يحتويه من فوائد عديدة للصحة والفم فيعمل على إيقاف نمو البكتيريا داخله، ويسهم حسب المختصين في علاج الحالات النفسية والعصبية كالقلق، التوتر، الوسواس، الشعور بالضيق.. وبعض الأمراض العضوية مثل مشاكل القلب والضغط، إلا أن شبابنا ظل يرفض الظهور به لاعتقادهم أنه حكر على فئة الشيوخ والمسنين فقط، وبعد إدراك شباب أوروبا لفوائده لم يجد بعض شبابنا حرجا من اقتنائه واستخدامه أيضا أسوة بهم. وليست موضة السواك هي الوحيدة بل حتى الأقمصة قد عادت إلى الواجهة بقوة، حيث ظهرت في برامج الموضة أقمصة رجالية جديدة بألوان مختلفة منها الوردي بجميع تدرجاته، الأزرق السماوي، الفيروزي والأحمر... وغيرها من الألوان الزاهية التي وجدت هي الأخرى مكانة لتكسر الصورة النمطية للقميص الذي ظل أبيض أو بلون "البيج" لسنوات طويلة، وقد عرفت طريقها إلى السوق المحلية. وأمام الضجة الكبيرة التي أحدثتها في البلدان الأخرى تشجع شبابنا على اقتنائها، حيث تختلف أسعارها باختلاف نوعها وكمية التطريزات الموجودة فيها، ويبدأ سعرها من 2500 دج فما فوق، وهو ما دفع بجل شبابنا إلى اعتمادها كنوع من الملابس المريحة ويتنقلون بها بعيدا عن مواعيد الدوام الرسمية.