عزز إيمانويل ماكرون مرشح الوسط في الانتخابات الرئاسية الفرنسية صدارته لاستطلاعات الرأي متقدماً على منافسته مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، الجمعة، في آخر أيام الحملة الانتخابية العاصفة التي قلبت المشهد السياسي في البلاد رأساً على عقب. ويرى المراقبون هذه الانتخابات الأهم في فرنسا منذ عقود، إذ تجري بين معسكرين يختلفان تماماً في النظرة إلى أوروبا ودور فرنسا في العالم. وأعلنت لوبان في برنامجها الانتخابي، أنها ستغلق الحدود وتتخلى عن العملة الأوروبية الموحدة في حين يرغب ماكرون، المرشح المستقل الذي لم ينتخب لمنصب عام حتى الآن، في تعاون أوثق مع أوروبا واقتصاد مفتوح. وفشل مرشحا الحزبين الرئيسيين في الحصول على ما يكفي من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات في 23 أفريل. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة "إيلاب" لصالح تلفزيون "بي إف إم" وصحيفة "لوكسبرس"، أن ماكرون سيحصل على 62 في المائة من الأصوات في الجولة الثانية مقابل 38 في المائة للوبان بزيادة ثلاث نقاط لصالحه مقارنة بنسبة الأصوات التي توقعها الاستطلاع السابق الذي أجرته إيلاب. وهذه النتائج هي الأفضل التي يحققها ماكرون في استطلاع تجريه مؤسسة كبرى منذ خروج المرشحين التسعة الآخرين في الجولة الأولى. وأجري الاستطلاع بعد مناظرة تلفزيونية ساخنة بين المرشحين، الأربعاء، والتي اعتبر متابعوها الفرنسيون ماكرون هو الفائز فيها وفق استطلاعين للرأي. ورجح أداء ماكرون القوي في المناظرة واستطلاع رأي ثان هذا الأسبوع، أن تحصد حركته السياسية (إلى الأمام) العدد الأكبر من مقاعد البرلمان في الانتخابات التشريعية في جوان، كما رفع معنويات المستثمرين الذين ساورهم القلق حيال توترات قد يحدثها فوز لوبان. غير أن لوبان المناهضة للهجرة والإتحاد الأوروبي لم تستسلم بعد. وقالت لإذاعة (آر تي إل): "هدفي هو الفوز بهذه الانتخابات الرئاسية". وأضافت "خيارات السيد ماكرون قد تؤدي إلى نهاية بلادنا كما نعرفها، النهاية التي سيجلبها تدفق الهجرة الذي لن يعارضه نظراً لإذعانه لسياسات السيدة (المستشارة الألمانية أنغيلا) ميركل.. خيار الدمار الاجتماعي المترتب على إزالة القيود التنظيمية والمرونة القصوى التي تعني أن الجميع سيشن حرباً على الجميع". ومضت بالقول: "أعتقد أنه يمكننا النجاح". وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة أودوكسا أظهر، الجمعة، أن ربع الناخبين الفرنسيين سيمتنعون عن التصويت في جولة الإعادة المقررة، الأحد، وبينهم يساريون كثيرون يشعرون بالإحباط لفشل مرشحيهم في الوصول للجولة الثانية. والنسبة المتوقعة للامتناع عن التصويت ستكون ثاني أسوأ نسبة من نوعها منذ عام 1965، مما يسلط الضوء على خيبة أمل كثير من الناخبين لانحسار الاختيار بين ماكرون ولوبان. وحسب وزارة الداخلية اقتربت نسبة الإقبال على التصويت في الجولة الأولى من الانتخابات من 78 في المائة. وأظهر الاستطلاع، الذي أجري لصالح تلفزيون "فرانس إنفو"، أن 69 في المائة من الناخبين الذين يعتزمون الامتناع عن التصويت سيفعلون ذلك على مضض لرفضهم الاختيار بين ماكرون ولوبان. وصوت كثيرون لصالح مرشحين أكثر يسارية خرجوا من السباق في الجولة الأولى التي أجريت في 23 أفريل.