يستعيد سكان منطقة تكوت بباتنة، الذكرى الرابعة لوفاة الفنان صالح لونيسي، على وقع تواصل توديع أبنائهم بسبب داء السيليكوز الناجم عن ممارسة حرفة الحجارة، حيث يعد الفنان الراحل صالح لونيسي من الذين غنوا عن هذا الداء الفتاك، قبل أن يذهب ضحية له. بحلول 8 ماي، تكون قد مرت 4 سنوات على وفاة الفنان صالح لونيسي في صمت، بعد معاناته من داء السيليكوز، حيث يستعيد الكثير ممن عرفوه ذكرى وفاته على وقع الأغاني التي خلد بها واقع تكوت مع مأساة حرفة الموت، مصحوبة بكثير من الحزن والاستياء، خاصة في ظل ارتفاع عدد الوفيات بهذا الداء الخطير الذي عجز الأطباء عن إيجاد حلول له، مثلما عجز شباب المنطقة عن إيجاد بدائل أخرى تجنبهم مهنة صقل الحجارة التي حولت منطقة تكوت إلى يوميات للحزن والموت. وأجمع الكثير ممن عرفوه بأن الفنان صالح لونيسي رحل في بداية مشواره الفني، بعدما ترك أثرا عميقا بكلمات صادقة، حيث أكد سليم يزة بأن الفقيد رثى ضحايا السيليكوز بكلمات مؤثرة تزعزع كيان المستمع، كلمات لا يقوى على نحتها سوى من نحتته محنة المهنة المميت، مضيفا بأن أغاني صالح لونيسي هي صرخة حقيقية نابعة من شخص احترف مهنة صقل الحجارة كما احترف فن الغناء والعزف على الآلات الموسيقية، كل نغمة وكل كلمة خرجت من حنجرته هو لسان حال جميع من اكتووا من آلام الإبادة في حق أبناء تكوت. وقال سليم يزة بأن الفنان الراحل صالح لونيسي حاضر دوما بصوته الدافئ الذي أرّخ لأزمة إنسانية، حيث يشرح في مقطع من الأغنية كيف يحضّر المصاب نفسه لمقابلة الموت، ومغادرة أحبته تاركا وصية، ويطلب من العزيزة الغالية أمه مخاطبا من خلالها جميع أمهات المرضى والضحايا أن يعوّدن قلوبهن على الصبر في فقدان فلذات أكبادهن. في المقابل اعتبرت الأستاذة لامية ساكري بأن الفنان الراحل صالح لونيسي ذنبه الوحيد هو الآخر أنه امتهن حرفة الآباء والأجداد (فن صقل الحجارة)، ولمن لا يعرفها حسب قولها فليزر كبريات المدن في الجزائر ليرى واجهات الفيلات مزينة بعرق وأرواح ابناء تكوت. ويعد الفنان صالح لونيسي الذي وافته المنية يوم 8 ماي 2013 عن عمر يناهز 34 سنة، متأثرا بداء السيليكوز بمستشفى آريس بباتنة، وشكّل حينها الضحية رقم 100 منذ ظهور هذا الداء الفتاك بمنطقة تكوت وولاية باتنة عموما. وعرف الفنان صالح لونيسي بنضاله في الحركة الثقافية الأمازيغية، احترف الغناء لعدة سنوات، ثم أنتج أغاني وألبوما خصص إحدى أغانيه لداء صقل الحجارة الذي عانى منه لعدة سنوات، قبل أن تتدهور حالته الصحية ويفارق الحياة.