يدفع العالم ثمنًا باهظًا جراء الهجمات الإلكترونية كل عام، ووفق مؤسسة ميريل لينش، تكلف الجريمة الإلكترونية اقتصاد العالم نحو 575 مليار دولار سنويا، إذ تستهدف المئات من الشركات والأشخاص من قبل القراصنة، فكم بلغت تكلفة الهجوم العالمي الأخير؟. بحسب شركة سيمانتيك، تعتبر الشركات الصغير والمتوسطة الحجم أكثر الأهداف عرضة للهجمات اليومية، وأظهر بحث للشركة أن أكثر من 400 استهدفت يوميًا في النصف الأول من عام 2016. وبحسب تقديرات مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، تبلغ تكلفة الاحتيال عبر البريد الإلكتروني في السنوات الثلاثة الأخيرة فقط أكثر من ثلاثة مليارات دولار، وأسفرت عن وقوع أكثر من 22 ألف ضحية حول العالم. ويشرح بحث آخر لشركة سيمانتيك، والذي نشرته الشهر الماضي، أن متوسط الفدية في عمليات القرصنة ارتفع في عام 2016 إلى 1077 دولارًا، مقابل 294 دولارًا في العام السابق، في مقابل إعادة البيانات إلى الضحايا، والتي غالبًا ما تكون وعودًا احتيالية هي الأخرى. وكان بنك تيان فونغ الفيتنامي قد كشف أنه اعترض عملية نقل احتيالية تزيد عن مليون دولار في الربع الرابع من عام 2015. وأُبلغ أيضًا، وفق تقرير سيمانتيك، عن مصرف آخر هو مصرف بانكو دل أوسترو في إكوادور الذي فقد 12 مليون دولار عبر سويفت احتيالي وقع ضحيته. ويشير البحث إلى أن عصابة كارباناك الإلكترونية التي كانت تستهدف القطاع المالي منذ عام 2013، قرصنت مئات المصارف حتى اليوم في بلدان عدة. بعض أعضاء مجتمع الأمن السيبراني يقدر أنها قد سرقت مبالغ تصل إلى مليار دولار خلال السنوات الماضية. وكذلك، قامت قوات الأمن الروسية بقمع الأعمال المصرفية الاحتيالية في 2016، واعتقلت 50 شخصا في موسكو. ويعتقد أن هذه المجموعة قد سرقت أكثر من 25 مليون دولار من حسابات مختلف المؤسسات المالية الروسية. وطالب قراصنة، عقب هجومهم على موقع بلدية سان فرنسيسكو بفدية قيمتها 70 ألف دولار، وذلك بعدما أدى الهجوم إلى تعطيل خدمة السكك الحديدية في المدينة. وتقدر دراسة لمجموعة "مكينزي" الأمريكية أن الهجمات الإلكترونية يمكن أن تتسبب بخسائر اقتصادية قد تبلغ قيمتها ثلاثة تريليونات دولار بحلول عام 2020، في حال لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة. وكان رئيس مركز جهاز الأمن الفدرالي الروسي، نيكولاي موراشوف، قد أعلن الشهر الماضي أن خسائر الاقتصاد العالمي من القرصنة تراوحت في السنوات الأخيرة بين 300 مليار وتريليون دولار، أي 0.4% أو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وهذه أبرز الهجمات الإلكترونية التي أثيرت ضجة حولها بين 2016 و2017: الفدية الخبيثة: 60 مليون دولار لم تستطع الشركات والمصارف إحصاء حجم خسائرها نتيجة هجوم "الفدية الخبيثة"، الجمعة المنصرم، والذي وصف بالأضخم والأكثر فتكا وانتشارا، بعدما طاول حتى اليوم نحو 200 ألف نظام في 150 بلدا. إلا أن القراصنة طلبوا 300 دولار من كل متضرر لإعادة تشغيل حاسوبه، وبالتالي كانوا يطمحون للحصول على 60 مليون دولار من خلال عمليتهم هذه. أما الخسائر التي لحقت الشركات والمؤسسات من هذا الهجوم فلا تزال حتى اليوم غير محددة. الولاياتالمتحدة: سبعة مليارات دولار بحسب شركة فورستر الأميركية للأبحاث، فإن التجسس يكلف الشركات الأمريكية مليارات الدولارات، إذ يقوم القراصنة بسرقة الملكية الفكرية وخطط التطوير والأبحاث وبيعها لشركات منافسة مقابل ملايين الدولارات. وقد تسببت هجمات إلكترونية على مواقع إنترنت شهيرة في الولاياتالمتحدة في نهاية العام الماضي، بخسائر وصلت إلى سبعة مليارات دولار. وكان هدف القراصنة شركة "داين" (Dyn) وهي مزوّد خدمة الإنترنت، والتي أدى الهجوم عليها إلى توقف أبرز المواقع العالمية منها تويتر وبرنتست وأمازون. اليابان: 13 مليون دولار في ماي 2016، تعرّضت اليابان لسرقة نحو 13 مليون دولار عبر السحب من نحو 1400 صراف آلي خلال يوم واحد. وقالت صحيفة "ديلي تلغراف" إن شبكة دولية قرصنت بيانات بطاقات مصرفية، من أنظمة أحد مصارف جنوب أفريقيا، وعمدت إلى تزوير بطاقات مصرفية خولتها القيام بعمليات السحب. السعودية: 746 مليون دولار أما السعودية، فقد تعرضت لهجوم إلكتروني عبر فيروس "شمعون 2" نهاية 2016، وأكد تقرير صادر عن المركز الوطني للأمن الإلكتروني في وزارة الداخلية، إصابة أكثر من 1800 خادم، ونحو 9000 جهاز حاسب الآلي، في 11 جهة حكومية وخاصة. وقدر المختص في تقنية المعلومات، الدكتور هاني الزيد، في حديث لصحيفة سعودية، الخسائر الناتجة عن الهجمات الإلكترونية بنحو 2.8 مليار ريال (746 مليون دولار). لبنان: 26.5 مليون دولار تعرّضت المصارف اللبنانية إلى 233 عملية قرصنة بين عامي 2011 و2016، وأكدت إحصاءات هيئة التحقيق الخاصة لدى مصرف لبنان، أن قيمة الأموال التي سرقت وصلت إلى 26.5 مليون دولار، نصفها تقريبًا بين عامي 2015 و2016. كينيا: 303 ملايين دولار قدرت حجم خسائر كينيا من هجمات القرصنة الإلكترونية ب303 ملايين دولار بين عامي 2015 و2016. وأشارت إلى أن القراصنة استهدفوا سرقة الحسابات المصرفية لعدد من المؤسسات الحكومية. ونقلت وسائل الإعلام الكينية عن مصادر حكومية سرقة القراصنة 166 مليون دولار عام 2016 من خزينة الدولة، وسرقة 137 مليون دولار عام 2015. بنغلادش: 81 مليون دولار في مطلع فيفري 2016، اخترق قراصنة كومبيوتر مسؤول في البنك المركزي في بنغلاديش وقاموا بسرقة 81 مليون دولار. وتعد تلك العملية إحدى أكبر عمليات السطو الإلكترونية على المصارف في التاريخ. وأشار البنك المركزي إلى أن هذه العملية كانت تستهدف سرقة مبالغ تصل إلى 850 مليون دولار، ولكن تم إحباط باقي العمليات.