أفادت مصالح الجزائرية للمياه بالعلمة شرق سطيف بأن موجة الجفاف التي تضرب المنطقة منذ أشهر عديدة قد أدت في الآونة الأخيرة إلى نضوب مياه حوالي 65 بالمئة من الآبار المتواجدة بالمدينة وضواحيها والتي يبلغ عددها زهاء ألفي بئر كانت إلى وقت قريب من المصادر الرئيسية لتموين الساكنة بالمياه الصالحة للشرب فإذا بها تتحول بين عشية وضحاها من نعمة إلى نقمة حيث أتت عليها موجة الجفاف وضربتها في العمق. وقد أثارت هذه الظاهرة التي لم تعرفها المنطقة منذ عدة سنوات استياء واسعا في أوساط الساكنة الذين كانوا يعتمدون بنسبة تفوق 70 بالمئة فيما يتعلق بحاجتهم من مياه الشرب على الآبار وهو التقليد الذي يميز مدينة العلمة وضواحيها حيث لا يخلو مجمع سكني من بئر وهي عادة توارثها الآباء عن الأجداد منذ قديم الزمان حيث تشير المعطيات التاريخية بأن المنطقة سميت بالعلمة نظرا لمخزونها الكبير من هذه المادة الحيوية وهو المعطى الرائج الذي أجمعت عليه العديد من الدراسات التاريخية. مصالح الجزائرية للمياه أكدت بأن نضوب مياه الكم الهائل من الآبار أدى إلى بروز أزمة عطش لا تقل حدة عن تلك التي تطال عاصمة الولاية في الوقت الحاضر مشيرة بأن الكمية التي تتلقاها حاليا مدينة العلمة من سد عين زادة لا تتعدى 14 ألف متر مكعب من المياه يوميا وهي كمية لا تفي بأدنى الحاجيات المعبر عنها نظرا للانخفاض غير المسبوق لمنسوب مياه هذه المنشأة التي تمون بموازاة ذلك العديد من المدن والمراكز الحضرية بالجهة على غرار عاصمة الولاية و بوقاعة وعين آرنات والمهدية.