بدأت أزمة نقص المياه الصالحة للشرب بولاية سطيف، تظهر بعدة مناطق إثر النقص الملاحظ للكميات التي يتم تزويد السكان بها يوميا، وترجع هذه الوضعية إلى انخفاض كميات الأمطار المتساقطة خلال فصل الشتاء، تاركة المجال لعاصفتين ثلجيتين لم تكونا كافيتين لملء سد عين زادة، في الضاحية الغربية لمدينة سطيف، والذي نزل مستواه إلى أقل من النصف. بحسب بعض المواطنين داخل وسط المدينة، فإن المعاناة مع نقص الماء استفحلت منذ عدة أسابيع، من خلال نقص تزويدهم بها، حيث لم يعد تزويدهم بهذه المادة بشكل يومي، وإنما أحيانا كل 3 أو 4 أيام. في مدينة العلمة، شرق عاصمة الولاية، والتي يشتكي سكانها باستمرار من نقص المياه بسبب انفجارها العمراني، فإن الأزمة قد بدت بشكل واضح، من خلال نضوب الكثير من الآبار بالمدينة، بسبب عدم التساقط، إضافة إلى النقص الفادح في كمية المياه الموزعة والواردة من سد عين زادة، والتي أصبحت تقدر ب 14000 متر مكعب، أي 14 مليون لتر يوميا، وهذا يعتبر قليلا في مدينة يفوق عدد سكانها 200 ألف نسمة، ما انعكس على تزويد السكان بشكل كاف ومنتظم. كما تعيش المنطقة الجنوبية للولاية، في أغلب بلدياها، وضعية صعبة لعدم اكتمال مشاريع الأنقاب، إضافة إلى مفعول الجفاف في منطقة لا تتزود من سد عين زادة، إنما من الانقاب بشكل كبير، ومن المياه الجوفية بالشعبة الحمراء في منطقة عين أزال. أمام هذه الوضعية التي تنذر بصيف صعب في عاصمة الهضاب، وأثاره الوخيمة على محصول الحبوب، فانه يتعين الشروع في استغلال المياه المتواجدة ،على قلتها، بسد الموان، 10 كم شمال عاصمة الولاية ،والذي يجري انجازه في إطار مشاريع التحويلات المائية الكبرى للهضاب، والذي لم تنطلق عملية استغلاله بعد، و يعول عليه في القضاء على أزمة مياه الشرب بالعديد من بلديات الولاية، و سقي ما لا يقل عن 40 هكتارا من الأراضي الفلاحية.