عبّر الفلاحون المنتجون للقمح في ولاية الوادي عن خيبة أملهم، بعد عجز تعاونية الحبوب والبقول الجافة عن استيعاب المحصول الوفير للقمح والشعير والتي وصلت إلى أكثر من 135 ألف قنطار بحسب التوقعات الأولية. وكشف المزارعون أنهم وبعد أن استكملوا حملة الحصاد والدرس قاموا بكراء الشاحنات لنقل المحصول من بلديات متفرقة كمنطقة الشريط الحدودي، والمعروفة بإنتاجها الوفير من القمح اللين والصلب والشعير، وتشكل هذه الشاحنات طوابير طويلة حول مقر التعاونية المتواجدة بحي تكسبت، ولا يسمح إلا بعدد محدود منها بتفريغ حمولتها، وذلك بسبب القدرة التخزينية الضئيلة للتعاونية والتي لا تتجاوز 25 ألف قنطار. وأوضح الفلاحون أنهم يتكبدون خسائر مادية فادحة بسبب دفعهم مستحقات كراء الشاحنات، كون هذه الأخيرة تبقى لأيام قبل أن تفرغ حمولتها. من جهتهم سائقو الشاحنات احتجوا على وضعيتهم في الطابور، وقالوا إن الموقع لا يتوفر على أي مرفق للاستراحة أو حتى لقضاء الحاجة. وتساءل الفلاحون عن الجدوى من إقامة مخازن في التعاونية لا تستطيع حتى استقبال نسبة قليلة من الإنتاج، رغم أن المقر المذكور منجز حديثا، كما أن القائمين على قطاع الفلاحة بالوادي على دراية بأن المساحات المزروعة من الأراضي الفلاحية بالحبوب آخذة في التوسع سنة بعد أخرى، لتأتي مشاكل لوجيستية مثل هذه لتكبح من عزيمة الفلاحين، حسب وصف هؤلاء، وهو ما عبّر عنه عدد منهم على نيته عدم الدخول لمجال زراعة الحبوب مع الموسم الفلاحي القادم. ودعا المزارعون المختصون في زراعة هذا المحصول الاستراتيجي السلطات الوصية إلى توسيع المخزن الخاص بالتعاونية، وكذا تمكين مطاحن الولاية من الحصول على كميات من قمح الولاية عوض إرسالها نحو مطاحن أوماش، ببسكرة كما طالبوا بتمديد ساعات العمل في التعاونية، خلال هذه الفترة من 8 ساعات إلى 16 ساعة، إضافة إلى اقتراح استحداث مراكز تجميع للمحصول في الدوائر المعروفة بإنتاجها للقمح. من جهتها إدارة التعاونية الولائية للحبوب والبقول الجافة، أرجعت سبب الطوابير الطويلة إلى رغبة الفلاحين في تفريغ محصولهم فور حصاده، إضافة إلى ارتباط عمل التعاونية بنظيرتها في أوماش بولاية بسكرة.