وجدت العديد من مؤسسات الإنجاز بولايات الجنوب، نفسها في ورطة، خلال الشهر الكريم، مع ارتفاع درجات الحرارة، حيث غادر أغلب العمال القادمين من ولايات شمالية المنطقة، ما أجبر المؤسسات على التوقف عن العمل، إلى ما بعد عيد الفطر المبارك. من خلال جولة بورشات البناء المفتوحة بولاية ورقلة، لوحظ أن أغلبها متوقفة في الوقت الراهن، وعودة النشاط بها مؤجلة إلى عيد الفطر المبارك، خاصة أن غالبية العمال قادمون من ولايات شمالية وداخلية بالوطن. ووجد هؤلاء العمال أنفسهم مجبرين على ترك العمل وقضاء الشهر الفضيل مع الأهل والأحباب، كما أن العوامل الطبيعية ساهمت في الهجرة نتيجة الحرارة المرتفعة هذه الأيام. وهذه الظاهرة حسب عدد من أرباب العمل، باتت تتكرر منذ سنوات، فشهر رمضان والحرارة الكبيرة، التي تفوق 40 درجة مئوية تحت الظل، ساهمت في الظاهرة وتعطل سير عمل المشاريع. وتحاول بعض مؤسسات الإنجاز، العودة إلى العمل بعد عيد الفطر، حيث تحاول استدراك الوضع من خلال زيادة عدد العمال، والرفع من وتيرة الأشغال والعمل في الساعات الأولى التي تعقب الفجر. ومعلوم أنه حتى الجهات الوصية أضحت متفهمة للوضع، فظاهرة هجرة ورشات العمل موجودة بأغلب الولايات الجنوبية. ورغم الاستعانة باليد العاملة الإفريقية التي تعمل في مثل هذه الظروف، لكن لا يمكنها تغطية العجز بصفة كلية، خصوصا في بعض المهن والحرف التي يتقنها العمال الجزائريون، ليس في شهر رمضان فقط بل على طول السنة، لتبقى المشاريع المفتوحة بالجنوب رهينة عديد المشاكل، التي تضاف إلى وتيرة الأشغال بصفة عامة.