رغم مرور أسبوع على انتهاء الجزء الثاني من المسلسل الشهير عاشور العاشر إلا أن الجمهور العريض لا يزال يتتبع أخبار نجوم أضخم عمل بث في رمضان. الفنانة طاووس حازم، زوجة السلطان عاشور ماريا، التي تقمصت دورها باحترافية كبيرة، تتحدث في هذا الحوار عن دورها في السلسلة، كما تكشف عن مشروعها الجديد المتمثل في إخراج مسرحية مستمدة من قصة واقعية تروي حكايات مواطنين عراقيين هربوا من الاضطهاد والحرب، واستقروا بأمريكا، تمنح لهم فرصة التمثيل لأول مرة، حيث تتولى ماريا دور الإخراج.
طلتك في الجزء الثاني من مسلسل عاشور كانت كافية لتؤكد إمكانياتك الفنية.. ما تعليقك؟ صحيح.. فقد منحني سيناريو الجزء الثاني مساحة أكبر للظهور، عكس الجزء الأول، وهو ما دفعني إلى تفجير طاقاتي الفنية والتأكيد على أن نجاحي في الشطر الأول من المسلسل لم يكن صدفة.
ألم تشكل لك اللغة عائقا، علما أنك لا تجيدين العربية مثلما تتقنين الإنجليزية؟ بالطبع.. وجدت صعوبات كبيرة، لأنني الوحيدة بين كل الفنانين الذين يبذلون جهدا مضاعفا.. الأول لفهم السيناريو، والثاني لتجسيده. وهو ما جعلني أبذل مجهودا مضاعفا. وسعدت كثيرا لأنني أحسست بأنني وفقت في مهمتي.
من من الممثلين كان يساعدك على ترجمة السيناريو لحفظه ثم إلقائه؟ من دون منازع، هو الفنان صالح أوقروت، الذي كان يشاركني في معظم الحلقات. كان يشرح لي تفاصيل السيناريو. وبالمناسبة، أشكره كثيرا لرحابة صدره، وحقا، هو فنان متكامل ومتواضع في نفس الوقت، وتشرفت بالعمل معه كثيرا.
لمَ لم نر طاووس في أعمال أخرى؟ هذا السؤال أطرحه على المنتجين والمخرجين.. (تضحك). أنا جاهزة بصفتي فنانة أنتظر العروض المناسبة أدرسها وأمنح موافقتي عليها، وليس هناك مشكل من هذه الناحية بشرط أن يكون الدور منسجما مع شخصيتي ولساني الإنجليزي، وربما هو السبب الذي يجعل المخرجين والمنتجين يتحاشون الاتصال بي.
هل تعتبرين نفسك جزائرية أم أمريكية؟ في الحقيقة، أنا نصف نصف.. فجزائرية لأن والدي من منطقة القبائل، وزوجي أيضا من وهران وأزور الجزائر كل سنة، إما للعمل وإما لزيارة الأهل والأقارب. كما أنني أمريكية المولد ووالدتي أيضا أمريكية وتعلمت في مدارس أمريكا وتكونت فنيا في معاهدها.. إذن المعادلة جد صعبة، لكن ما يهم أنني تمكنت من ربط علاقة بين البلدين بفضل الفن الذي أمارسه في أمريكاوالجزائر.
هل من مشاريع فنية بصدد التحضير؟ وضعنا آخر اللمسات على عمل مسرحي بعنوان "الطيور تغني بطريقة مختلفة هنا". والقصة حقيقية تروي حكايات مواطنين عراقيين هربوا من الاضطهاد والحرب، واستقروا بأمريكا، وقد منحناهم الفرصة للتمثيل لأول مرة، يرافقهم ممثلون محترفون في نفس العرض. المسرحية تكون جاهزة في أوت ليعاد العرض الرسمي في أكتوبر في أكبر مسارح أمريكا. أنا مخرجة المسرحية وأتوقع أن ينال العمل إعجاب الجمهور المتعطش لأنها قصة مستوحاة من الواقع.
ما مستواك الدراسي؟ تحصلت على ليسانس في اللغة الفرنسية. أما من ناحية الفن، فقد نلت شهادة التخرج من جامعة أمريكية بمينيسوتا، ثم خضت لفترة تكوينا بمدرسة جاك لو كوك الفرنسية مدة عامين تخصص إيحاءات الجسد وأبجديات التمثيل سنة 2005. ومن يومها وأنا بين التمثيل وتدريس حصص المسرح للطلبة.
لنعد إلى حياتك الخاصة.. هل تتقن الطاووس الطبخ؟ تضحك... بطبيعة الحال، فأنا أتقن فن الطبخ وأجتهد لاكتشاف وصفات جديدة وطرق حديثة للإعداد وأنا عاشقة للطبخ الجزائري بدليل أنني أتقن تحضير الطواجين، خاصة طاجين حلو بفضل أخوات زوجي، اللواتي لقّنّني بعض الوصفات اللذيذة.
كلمة الختام؟ أشكر الجمهور العريض الذي شجعني ومنحني الدعم اللازم للإبداع.. وأقول لهم: موعدنا السنة المقبلة في إنتاجات جديدة.