تشهد، هذه الأيام، البنوك المنتشرة عبر تراب الوطن، توافدا كبيرا من طرف الراغبين في السفر إلى الخارج، بهدف السياحة، حيث شكلوا طوابير مكتظة من أجل الحصول على المنحة السياحية المقدرة ب115 أورو فقط. اصطدم العشرات من المواطنين الذين اقتنوا رفقة أفراد عائلاتهم تذاكر السفر نحو عدد من البلدان، لقضاء عطلة الصيف، برفض عدد من البنوك تقديم المنحة السياحية لهم، حيث برّرت إدارة هذه المؤسسات المصرفية الإجراء، بالطلب الهائل على هذه المنحة المقدرة ب115 أورو مقابل 15 ألف دج، ما ولّد أزمة ندرة في العملة الصعبة، في حين شهدت بنوك أخرى اجتياحا من طرف المواطنين، كونها رخصت بتقديم هذه المنحة. "الشروق" من جهتها وفي جولة استطلاعية قادتها إلى عدد من البنوك بوهران، وقفت على بنوك خاوية على عروشها، والسبب هو أن إدارتها منعت تقديم منحة السفر بسبب عدم وجود الأورو، والتكفل فقط بكوطة محدّدة من الطلبات، على غرار بنك التنمية المحلية، والبنك الوطني الجزائري بمنطقة السانية، في حين كان الأمر مختلفا لدى مؤسسات مصرفية كائنة بوسط المدينة، على غرار وكالة القرض الشعبي الجزائري، بشارع الصومام، أين اجتاحت جموع غفيرة من طالبي المنحة السياحية هذا البنك، ما نتج عنه طوابير مكتظة، جعلت كثيرا منهم يقضون ساعات طوال من أجل الحصول عليها. وغير بعيد عن وكالة القرض الشعبي الجزائري، تكرّر المشهد في البنك الوطني الجزائري، حيث اضطر العشرات من الراغبين في السفر إلى الخارج، رفقة أفراد عائلاتهم، إلى البقاء أكثر من خمس ساعات، للحصول على المنحة السياحية، التي انحدرت إلى 115 أورو هذه الأيام مقابل 15 ألف دج، بسبب ارتفاع عملة الأورو وتهاوي الدينار. هذه المشاهد خلفت حالة من الاستياء والتذمر بين أولئك الذين فضلوا قضاء عطلة الصيف في الخارج، حيث وصفوا رحلة البحث عن المنحة السياحية، التي اعتبروها زهيدة جدا ب"العذاب"، مطالبين في الوقت ذاته بتسهيل إجراءات الحصول عليها ورفع قيمتها المالية.