استهتر بعض الأشخاص بدينهم و"أبدعوا" إلى درجة أن صاروا يقيمون الصّلاة داخل مياه البحر والمسابح، ويسجدون ورؤوسهم عائمة، ويرتدون ملابس لا تستر أجسادهم، ولا تصحُّ أصْلا إقامة الصّلاة بها. ظاهرة إقامة الصلاة داخل البحر والمسبح، ظاهرة جديدة، ولأنّها ظاهرة غريبة، ارتأى بعض المصطافين تصوير أصحابها ونشر صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فانتشرت الصور على نطاق جد واسع خاصة على "الفايسبوك" مع كثرة التعليقات حولها. ومن الصور المنتشرة التي اطلعنا عليها، صورة رجل كهل يؤدي الصلاة داخل الماء على أحد شواطئ الجزائر، ويبدو في قمّة خشوعِه وهو يرْتدي قميصا داخليا بلا أكمام وسروالا قصيرا، والغريب أنه سجد بإغراق رأسه كاملا تحت الماء.. وصور أخرى منتشرة تظهر أشخاصا يُؤدون الصلاة على أطر داخل المسابح، وعلى مرأى من المصطافين نساء ورجالا، ووسط صيحات وصرخات الأطفال، كما تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة امرأة محجبة تصلي على طرف الشاطئ وسط المصطافين، ما أثار تعليقات ساخرة ومستغربة انتشار هذا السلوك الذي يشوه صورة أقدس عبادة فرضها الله على الناس وهي عماد الدين. وفي الموضوع، تأسّف إمام مسجد الفتح بالشراقة، محمد الأمين ناصري، في اتصال مع "الشروق" أمس، لما وصفه بتمييع الدّين، وحسب قوله: "حوّل بعض الأشخاص الميوعة في الدنيا إلى الدين.. فميعوا الحج الذي أدخلوا فيه الطبقيّة ثم ميّعوا الصّلاة". ويُؤكد المتحدث أن الصلاة المقامة على شاطئ البحر والمسابح غير صحيحة، فالأصل حسبه "أن الصلاة هي مناجاة بين الخالق عز وجل والعبد، وفيها أمران... المحبة والسّر والسّتر، ومن أراد أن تصح صلاته في البحر فليختر مكانا مناسبا بعيدا، يتعبد فيه بخشوع تام، وليس أمام مظاهر العري وغيرها". ونصح الإمام الأشخاص الذين يقبلون على مثل هذه التصرّفات الغريبة، بالابتعاد عن هذه الظواهر "الدخيلة على الدين، التي تفسد علاقتهم بخالقهم، وتثير فتنة في المجتمع نحن في غنى عنها".