يتلقى بعض العرسان صدمة حياتهم بعد ما يطلعون على صور قاعات أفراح على بعض المواقع الإلكترونية والتي تعرض صورا يزعم أصحابها أنها حقيقية ومأخوذة من هذه القاعات مرفقة بالأسعار وبجانبها بعض المعلومات عن طبيعة الخدمات المقدمة فيها، ولكن وبمجرد توجههم لمعاينتها يكتشفون صورة أخرى غير التي شاهدوها ورسموها في خيالهم للقاعة. يحكي لنا أحد العرسان، شاهد قاعة أعراس في أحد المواقع وأعجب بها خصوصا بعد ما وجد سعرها 11 مليون سنتيم، وهي مجهزة بالكامل وتوفر المياه المعدنية، المشروبات الغازية، القهوة والحليب، الشاي، ناهيك عن قربها من مقر سكناه، وكانت القاعة تبدو من خلال الصور مجهزة وكراسيها مغطاة بالأبيض وعليها أشرطة ملفوفة على شكل فراشة باللون الوردي، وهما اللونان المعتمدان في مفرش الطاولة والستائر، أما عن المكان المخصص لجلوس العروس فمزين بالورد والأضواء وبه أريكة فخمة. وعندما توجه للقاعة صدم، فالكراسي عادية بدون غطاء والطاولة مغطاة بمفرش بلاستيكي أبيض، أما مكان العروس فالأريكة لوحدها دون زينة، وعندما واجه صاحب القاعة بالحقيقة، راح يتملص من المسئولية معتبرا الديكور خدمة أخرى إضافية. أما أحد العرسان فبعدما اتفق مع قاعة مجهزة على كل شيء، وقالت له صاحبتها بالكلمة "تجوا وتجيبوا الحلوة برك"، تفاجأ في يوم زفافه بغياب المياه المعدنية والمشروبات الغازية مما جعلهم يركضون في مختلف الاتجاهات لتأمينها باردة، أما صاحبة القاعة فاكتفت بالرد "هاذو ماشي داخلين في الحساب". وتختلف عمليات النصب التي يعتمدها أصحاب هذه القاعات.. فأحد العرسان أعجب بقاعة في أحد المواقع سعرها 8 ملايين سنتيم وجده مناسبا للغاية، وبعد تفحص الصور دوّن عنوانها وقصدها حاملا العربون 4 ملايين سنتيم ليكتشف أن سعرها 14 مليون سنتيم والسعر الترويجي الذي كان موجودا على العنوان خاص بفصل الشتاء فقط، فثمنها في الصيف يتجاوز عربونه ب10 ملايين سنتيم.
قاعات تؤجر الجدران وعلى الزبون الإتمام وعلى النقيض من هذا، توفر قاعات حفلات الجدران فقط وتلقي ببقية التحضيرات على الزبون، حيث يبدو السعر في البداية مغريا ومعقولا، لكنها سرعان ما تبدأ في إضافة بقية المزايا من أغطية الكراسي والطاولات وديكور المنصة والإضاءة وحتى النادلات والأواني يقحمها هؤلاء في القائمة للرفع من القيمة الإجمالية للكراء. وبذلك يلتهب السعر، غير أن الزبون لا يحس بالأمر وهو نوع من الحيلة التي يمارسها أصحاب القاعات للاحتيال على الزبون من دون أن يشعر. وتصل القيمة المالية المضافة إلى 10 ملايين على الأقل وقد تصل إلى 15 مليونا حسب ما أكدته لنا إحدى المواطنات التي تحضّر لزفاف ابنها.
أسعار قاعات الحفلات بين 10 و23 مليون سنتيم تختلف الأسعار حسب نوعية الخدمات التي تقدمها هذه القاعات وحجم استيعابها وتتراوح الأسعار في الغالب بين 10 ملايين و14 مليون سنتيم، وهناك قاعات تصل أسعارها حتى 23 مليون سنتيم للأمسية الواحدة فقط، أي كما يقال بالعامية "قهوة"، وعلى الراغب في استغلالها أمسية كاملة مع تقديم وجبة العشاء فعليه الدفع أكثر. وكشف لنا صاحب قاعة حفلات بالحراش، عن اعتماده أسعارا مختلفة في فصل الصيف، أي خلال موسم الأعراس عن باقي أيام السنة، فمثلا ثمن الأمسية في الصيف 12 مليون سنتيم، أما أمسية مع وجبة عشاء 18 مليون سنتيم، أما الأسعار في فصل الشتاء فيكون ثمن الأمسية 9 ملايين سنتيم وعند إضافة العشاء إليها تصبح 15 مليون سنتيم.
قاعات زفاف "خردة" ب6 ملايين سنتيم بعيدا عن قاعات الزفاف المجهزة، تتواجد بعض القاعات "الخردة" والتي تصلح لكل شيء إلا للاحتفال داخلها بعرس وغالبية أسعارها لا تفوق 6 ملايين سنتيم، لكنها لا تتوفر على أي من الخدمات السابقة، بل بضع طاولات وكراسي بلاستيكية تم رصها ومقعد على شكل أريكة لتجلس العروس عليه، وهو ما يجبر مؤجرها على الاستنجاد بخدمات منسقي الديكور لتزيينها ومنحها منظرا لائقا بالحدث الهام ويكون مضطرا لدفع 8 ملايين سنتيم مقابل تزيين القاعة بأكملها أو 4500 دج للطاولة الواحدة حسب الطريقة التي يعتمدها المنسق في احتساب السعر.
عرسان يبحثون عن "المعريفة" للزواج في قاعات بمبالغ رمزية يتطلب العرس مصاريف كثيرة وإمكانيات مادية مما يجبر العريس في الكثير من المرات للاستعانة بمعارفهم ممن يعملون في مؤسسات، أو لديهم "واسطة" في فروع نقابية أو بالبلدية كي يمكنوهم من استئجار قاعة أعراس بمبلغ رمزي مثل ما هو الحال بالنسبة لموظفي الجيش، تعاضدية البناء، شبه الطبي أو قاعات الأعراس التي تمتلكها البلديات والتي يستحيل على سكان البلدية استئجارها إذا لم تكن لديهم "معريفة صحيحة"، والحال ذاته بالنسبة لمطاعم المؤسسات والجمعيات ودور الشباب وقاعات المراكز الثقافية.