يعتقد بعض الشباب أن الزواج هو فستان أبيض تلبسه العروس وبذلة سوداء يتألق بها العريس وموكب زفاف وغناء ورقص، ناسين أن الأمر يتعلق بحياة تحمل الفرح والألم ولحظات صعبة فيها المرض والفقر والحلو والمر، سيتشاركها الزوجان.. وهو ما قد يصدمهم عند أول خلاف يواجهونه. وهو ما يرجعه المختصون إلى نقص الثقافة الحقيقية عن مفهوم الزواج والرباط المقدس الذي سيجمعهما إلى آخر العمر. يعتبر المختصون في شؤون الأسرة النقص في الدورات والندوات الموجهة إلى المقبلين على الزواج، هي السبب الرئيس في تغيير مفهومه وترسيخ صورة وأفكار أخرى عنه مستوحاة من المسلسلات والبرامج التلفزيونية الأجنبية، وهو ما يجعل العلاقة الزوجية هشة جدا وعلى المحك والوضع على شفير الانفجار.. فبمجرد حدوث خلاف واحد تسارع الزوجة إلى مغادرة بيت الزوجية ويهددها الزوج بالطلاق. فيما تحرص بيوت الله من خلال الخطاب المسجدي على سد الفراغ الموجود في هذا الجانب وتعويض النقص في مثل هذه الدورات من خلال تخصيص دروس وخطب. وهو ما أكده لنا إمام مسجد بالبليدة الشيخ نور الدين طايبي، فهم يتلقون العديد من الاستفسارات من المواطنين خلال درس الجمعة أو بعده حول العلاقات الزوجية والمشاكل الأسرية، ويضطرون في مرات عديدة إلى الدخول إلى البيوت والالتقاء بأطراف النزاع للعمل على إيجاد حل للمشكلة التي تكون في الغالب خلافات مع الحماة، أو الزوج. وتحدث الإمام عن حرص مسجدهم والأئمة على تنظيم دروس فقهية في أحكام الزواج وآداب الحياة الزوجية التي يحضرها العديد من المواطنين، كما نظموا السنة الماضية، خلال فصل الربيع دورة تأهيلية للمتزوجين والمقبلين على دخول القفص الذهبي حتى يستعدوا لتكوين أسرة ويتعلموا سبل مواجهة المشاكل التي تصادفهم في المستقبل. من جهته، أوضح الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي، تنظيمهم دروسا مسجدية صيفية للمقبلين على الزواج يحدثونهم فيها عن الرسول "صلى الله عليه وسلم" ومعاملته زوجاته، زواج الأقارب، تعدد الزوجات، الفارق العمري بين الزوجين... وغيرها من القضايا التي تؤرق المواطنين فيتلقون أسئلة عديدة بشأنها. وأحيانا، يخصصون خطبة الجمعة للتحدث عن الإسراف والتبذير في الأعراس والتحذير من الانعكاسات الخطيرة لهذه الظاهرة على الزوجين في المستقبل، يضيف الشيخ، فضلا عن بعض التجاوزات الخطيرة التي تحدث في مواكب الزفاف التي تودي بحياة المدعوين، كقصة سيدة من العاصمة لديها ولدان في مقتبل العمر، ارتكبا حادث مرور في موكب زفاف أدى إلى وفاة الأول فورا وبعدها ب5 أيام توفي الثاني. وكشف الإمام حجيمي عن تحضيرهم لندوات مؤطرة من قبل أئمة ومختصين سيتطرقون خلالها إلى محاور جديدة كالرضاعة الطبيعية، مشاكل المرأة العاملة المتزوجة، خوف بعض الأولياء من عنوسة بناتهم وتعمدهم تزوجيهن في عمر 18 سنة... وغيرها، ويطمحون إلى تنظيمها خارج المساجد بالتعاون مع الجمعيات النسائية.