طفت ملامح الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها نهاية السنة الجارية، على مستوى بلديات ولاية المسيلة، ودخل الكثير من الأسماء في سباق مع الزمن من أجل الاستعداد الجيد لهذا المعترك الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى 3 أشهر ونصف بالتقريب. وشرعت عدة أحزاب في الخطوات الأولى لتكوين وإعداد قوائم الترشيحات سواء للبلديات أم للمجلس الشعبي الولائي، خاصة على العالم الافتراضي من خلال إعلان عدة أسماء رغبتها في ولوج هذا المعترك تحت عدة ذرائع أبرزها تحقيق الخدمة العمومية والدفع بعجلة التنمية المحلية وانتقاد المنتخبين السابقين وإظهار أنفسهم في موقع المنقذ والملهم والأحق في تولي المناصب، فيما يشبه حملة انتخابية مُسبقة حتى قبل قبول القوائم واجتيازها الشروط القانونية المطلوبة لشغل عضوية المجالس البلدية والمجلس الولائي. وعلى الرغم من أن الانتخابات المقبلة ستتزامن مع الدخول الاجتماعي ومرحلة التحضيرات الأولية مع عطلة الصيف، إلا أن ذلك لم يمنع العديد من الأسماء في إعلان رغبتها في الترشح من خلال الانطلاق في التجمعات الليلية لحشد التأييد والولاء لدخول هذا المعترك، إضافة إلى مرشحين ضمن تشريعيات 4 ماي الماضي الذين أبدوا نيتهم في الترشح تحت قبعة المجالس المحلية على الفايسبوك أو إيعازا لأصدقائهم ومعارفهم من أجل إشاعة الخبر كبالون اختبار. كما أعلن منتخبون في العهدة الحالية رغبتهم في تكرار التجربة من جديد، حتى إن البعض منهم لديه أكثر من عهدتين، رغم الفشل التنموي وتراكم المشاكل والنقائص وبقاء وعود الحملات الانتخابية السابقة معلقة إلى غاية كتابة هذه الأسطر دون تجسيد ميداني فعلي، إلا أن ذلك لم يمنع هؤلاء من العودة مرة أخرى إلى الترشح ومنه إعادة اجترار نفس الوعود التي لم تتحقق حتى في زمن البحبوحة المالية للبلاد. ويرى مواطنون في حديث مع "الشروق"، أن هذا الأمر يعتبر عاديا باعتبار هؤلاء يرغبون في الاستفادة من مزايا المسؤولية والامتيازات وغيرها، وأن معايير النجاح والفوز لاتقتصر على النزاهة والرصيد النضالي والوعاء الانتخابي وإنما على الولائم والوعود والعروشية والمال السياسي رغم النفور الذي عرفته الانتخابات التشريعية الماضية والمقاطعة الواسعة. وفي سياق ذي صلة، أعلنت عدة أحزاب، على غرار الأفلان والأرندي، فتح باب الترشيحات للمناضلين الراغبين في التسجيل ضمن القوائم، التي من دون شك ستحدث صراعا وبلبلة وانقساما في صفوف هؤلاء، نظرا إلى رغبة وطموح الكل في التسجيل ضمن القوائم النهائية، خاصة في المراتب المتقدمة وأن حروب الكواليس سيكون لها الأثر الكبير في ضبط القوائم، كما بدأ البعض في تسويق وترويج صور عدة أسماء حتى قبل إيداع الملفات فيما يشبه الحرب الافتراضية التي ظهرت إلى العلن. وبالعودة إلى نتائج العهدة التي توشك على النهاية، فإنها حسب إجماع الكثير من المتابعين للشأن المحلي، كانت مخيبة جدا للآمال والطموحات من خلال تدني الوضع وبقاء العديد من النقائص والسلبيات البديهية من مياه وغاز وكهرباء وتهيئة حضرية وغيرها من المشاكل تؤرق ما يفوق مليون نسمة بعاصمة الحضنة التي كانت محل انتقاد الولاة الثلاثة المتعاقبين على تسيير الولاية. ويأمل محدثو "الشروق" أن تفرز صناديق الموعد الانتخابي المقبل مجالس منسجمة وأسماء غايتها الأولى والأخيرة الخدمة العمومية والتغلب على المشاكل المتراكمة وإيجاد حلول لها رغم الإقرار بصعوبة المأمورية، من خلال العودة إلى ما حدث خلال السنوات الخمس المنقضية من صراعات بين المجالس ال 47 والانقسامات نتيجة تغليب المصلحة الشخصية والحزبية والمكائد التي أفرزت متابعات قضائية وتوقيفات لعدد من المنتخبين والأميار وتجميد عدة مجالس، ما أسهم في عطل الوتيرة التنموية.