تحولت "اللمجة" إلى وجبة لتكريس الطبقية في المدارس، حيث تحوّلت محافظ التلاميذ إلى أوعية لحمل ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة، في حين لا يجد آخرون ما يسدُّون به رمقهم، ما دفع المعلمين إلى تقديم شكاوى ومراسلات لتطبيق التعليمة الوزارية القاضية بمنع بعض الأطعمة على التلاميذ، على غرار المشروبات الغازية و"الشيبس" والحلويات، والتي لم تعرف طريقها إلى التطبيق، ما دفع فدرالية أولياء التلاميذ إلى إطلاق حملة تطوعية لتوزيع "لمجة" موحّدة على التلاميذ وهو ما رحبت به الوزارة التي أبدت استعدادها لتبني العملية وتطبيق تعليمة منه بعض الأطعمة المضرة. أكد رئيس الفيدرالية الجزائرية لأولياء التلاميذ السيد خالد أحمد ل"الشروق" ضرورة تطبيق المنشور الوزاري القاضي بمنع بعض الأطعمة على التلاميذ، والتي من شأنها أن تؤثر سلبا في صحتهم، على غرار المشروبات الغازية و"الشيبس" والحلويات، خاصة وأن هذه الأطعمة هي التي يعتمد عليها الأولياء في إعدادهم لوجبة "اللمجة" التي يحملها التلاميذ على محافظهم ما يشكل لهم وزنا إضافيا، وتحولت "اللمجة" إلى وجبة لتكريس الطبقية بين التلاميذ الذين يتناول بعضهم ما لذ وطاب، في حين لا يجد آخرون ما يسدون به جوعهم، وهذا ما دفع جمعيات أولياء التلاميذ إلى إطلاق مبادرة وطنية بالتعاون مع مديري المدارس ومفتشي التربية تقتضي بتجنيد الأولياء مجانيا لتوزيع قارورات المياه المعدنية والهلاليات "الكرواصو" على التلاميذ وقت الاستراحة ليتسنى لهم تناول وجبة موحدة وصحية، على عكس ما هو موجود حاليا حيث يتناول التلاميذ العديد من الأطعمة غير الصحية، ما ساهم في انتشار أمراض السمنة وتسوُّس الأسنان في الوسط المدرسي، ودعا خالد أحمد من وزارة التربية إلى ضرورة إلزام جميع المديرين بتخصيص مساحات لبيع وتوزيع الهلاليات والمياه المعدنية ليتخلص الأطفال من الوجبات العشوائية والحمل الزائد فوق ظهورهم، وقال المتحدث إن الوزارة أبدت رغبة بتطبيق تعليمة تمنع على التلاميذ العديد من الأطعمة المضرة وتوحيد "اللمجة" بالتعاون مع الأولياء. ومن جهتهم أكد بعض المعلمين ل"الشروق" أن بعض الأولياء يبالغون بملء محافظ أطفالهم بأطعمة غير ضرورية ومضرة بالصحة على غرار الشكولاطة و"الشيبس" وبعض العصائر والمشروبات الغازية بالإضافة إلى مختلف أنواع الحلويات، وبالجهة المقابلة هناك بعض الأولياء من ليس بمقدورهم إمداد أطفالهم بوجبة إضافية "اللمجة" وهذا ما يكرس الطبقية بين التلاميذ، ومن جهته أكد أمين فيدراليات المستهلكين مصطفى زبدي أن تطبيق المنشور الوزاري القاضي بمنع بعض الأطعمة المضرة بالتلاميذ من شأنه أن يساهم في نشر الثقافة الغذائية وسط الأطفال، والقضاء على كافة أشكال الطبقية بداية باللباس الموحد والأكل الموحد.