أعلن الأب الروحي للتيار السلفي في الجزائر، الشيخ محمد علي فركوس، استقالته من جماعة ال12 ودار الفضيلة، التي يؤطرها التيار المدخلي، ما أحدث تصدعا عميقا وسط هذه الجماعة، بسبب التأثير الكبير للشيخ فركوس في جميع قراراتها وخطواتها، فضلا عن المصداقية التي يتمتع بها الشيخ وسط شريحة واسعة من السلفيين. وحسب ما استقته الشروق من معلومات، فإن الشيخ فركوس كتب استقالته وقدمها بعد شهر رمضان، ولم يتم الإعلان عنها سوى أمس، ما خلف جدلا واسعا في مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن الشيخ فركوس متواجد حاليا في البقاع المقدسة بعد أداء فريضة الحج، وهو الأمر الذي عزز حسب متابعين للموضوع استقالته من دار الفضيلة التي أصدرت العديد من الفتاوى التكفيرية وخاضت في العديد من القضايا الجدلية. ورغم التبريرات الصحية التي قدمها الشيخ فركوس لدى استقالته من دار الفضيلة، غير أن الكثير من المصادر التي تربطها صلة بالموضوع كشفت أن اصطفاف العلماء عقب أزمة الخليج الكبير وتمادي المداخلة في التكفير وتخندقهم في نصرة الولاء والبراء، ساهم في انفصال الشيخ فركوس عن المجموعة الاثني عشرية. وفي هذا الإطار، أكد المستشار السابق لوزارة الشؤون الدينية، عدة فلاحي، أن استقالة الشيخ فركوس جاءت بعد تطرف التيار المدخلي في الجزائر والذي أصدر العديد من الفتاوى التكفيرية آخرها تكفير جماعة الإخوان المسلمين واستباحة دمائهم، وأضاف فلاحي أن أزمة الخليج واعتقال الكثير من الدعاة والعلماء أثرت أيضا في قناعة الشيخ فركوس الذي قرر حسب محدثنا الارتقاء بنفسه وسمعته من الفتاوى المشبوهة للمداخلة وهو ما يحسب للشيخ فركوس، خاصة أن جماعة ال12 لم تكن تتخذ أي قرار ولا فتوى من دون الرجوع إلى الشيخ فركوس وانسحابه منها يعتبر ضربة قاصمة لهذه الفرقة بفضح غلوها وتطرفها للرأي العام. ومن جهتها، حاولت الشروق أمس الاتصال بالشيخ فركوس غير أن بعض المقربين منه أكدوا أنه لا يزال في الحج وسيعود إلى أرض الوطن خلال الأيام القليلة القادمة.