تسبب تسرب المياه الصالحة للشرب في ولاية بجاية في ضياع آلاف الأمتار المكعبة من المياه الصالحة للشرب التي تهدر يوميا بمدينة بجاية، بسبب تأخر الجهات المسؤولة في إصلاح الأعطاب لعدة قنوات ناقلة للماء وشبكات المياه. وخلال جولة ميدانية قادتنا لعدة مناطق، وقفنا على المعاناة التي يعيشها السكان بعدة أحياء وشوارع بمدينة بجاية بسبب تسرب المياه الصالحة للشرب من قنوات الشبكة وتحوّل كثير من الأحياء والشوارع إلى أودية جارية، على غرار دار جبل، تقليعة، تغزويت، الرملة وحي زدمة الأخيرة التي انجرت عن تعطّل القنوات المهترئة والشبكات المعطلة التي طال أمدها من دون تدخل المصالح التقنية في إصلاحها، ما تسبب في إتلاف الطرقات المنجزة حديثا والتي تم تهيئتها وتعبيدها كما هو الأمر في أحياء سيدي احمد وأعمريو ودواجي وحي كمال لعجوز. لليوم الثالث وقفنا على التوالي على الوضعية المزرية لحي الرملة والناصرية الذي يعرف حالة تسرّب كبير للماء من إحدى القنوات وتوجهها مباشرة إلى المجاري الجوفية وكل مواطن يشاهد ذلك تبدو في وجهه علامات الحسرة والتأسف. وقال أحد سكان الحي أن التسرّبات الكثيرة والكميات الهائلة من الماء التي تتوجه إلى شبكات الصرف الصحي كانت بسبب تماطل المؤسسة المعنية رغم أن مؤسسة الجزائرية للمياه ذات طابع تجاري وهي لا ترحم المواطنين الذين يتأخرون عن دفع مستحقات. وما يزيد الطين بلة مشكلة التذبذب في التزوّد بالمياه الصالحة للشرب مقابل تسرب كميات كبيرة من المياه، وهي المفارقة العجيبة التي تخلقها المؤسسة، بالرغم من الشكاوى والنداءات المتكررة التي رفعها السكان للشركة. وحسب شهادات السكان فهم يعانون الأمرين من أجل الحصول على قطرة ماء، زيادة على البرك والأوحال التي تشوّه الطرقات، خصوصا ونحن على مقربة من فصل الشتاء. ويبقى تخوّف السكان من اختلاط المياه الصالحة للشرب مع مياه الصرف الصحي الملوثة هاجسا يؤرق حياتهم ويهدّد صحتهم في حال ظهور حالات وبائية إذا ما استمرت السلطات في تماطلها لإصلاح العطب، ما يستدعي التدخل السريع للشركة المعنية للحد من ضياع هذه المادة الحيوية.