تسببت الوضعية المتدهورة لشبكات المياه الصالحة للشرب بولاية بجاية، في ضياع آلاف الأمتار المكعبة من المياه الشروب، التي تهدر يوميا، في ظل تأخر الجهات المسؤولة في إصلاح الأعطاب بعدة قنوات ناقلة للماء. وخلال جولة ميدانية قادتنا لعدة مناطق، وقفنا على المعاناة التي يعيشها السكان بعدة أحياء وشوارع بمدينة بجاية بسبب تسرب المياه الصالحة للشرب من قنوات الشبكة وتحول كثير من الأحياء والشوارع إلى أودية جارية، على غرار دار جبل، حي جامه، احدادن، هذه الأخيرة التي انجرت عن تضرر القنوات المهترئة والشبكات المعطلة التي طال أمدها دون تدخل المصالح التقنية في إصلاحها، وهو ما تسبب في إتلاف الطرقات المنجزة حديثا والتي تم تهيئتها وتعبيدها، كما هو الأمر في أحياء احدادن وحي جامه وحي كمال لعجوز، هذا الأخير يعرف حالة تسرب كبيرة للماء من إحدى القنوات وتوجهها مباشرة إلى المجاري وهو ما خلف حالة استياء شديدة وسط السكان والمارة. وفي هذا الإطار، قال أحد سكان الحي أن التسربات الكثيرة والكميات الهائلة من الماء التي تتوجه إلى شبكات الصرف الصحي كانت بسبب تماطل المؤسسة المعنية في إصلاح الوضع، بينما لا تتوانى هذه المؤسسة في معاقبة المواطنين الذين يتأخرون عن دفع مستحقات استهلاك المياه. وما يزيد الطين بلة هو مشكلة التذبذب في التزود بالمياه الصالحة للشرب مقابل تسرب كميات كبيرة من المياه، وهي المفارقة العجيبة، وهذا بالرغم من الشكاوي والنداءات المتكررة التي رفعها السكان للشركة، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، فالأخيرة لم تكلف نفسها عناء التنقل إلى المناطق المتضررة ومعاينة الوضعية، وحسب شهادات السكان فإنهم يعانون الأمرين من أجل الحصول على قطرة ماء، زيادة على البرك والأوحال التي تشوه الطرقات. من جهته، وعد مسؤول بالبلدية المواطنين بإبلاغ الجهات المعنية بالأمر، وقال أن البلدية نفسها تعاني من هذه الظاهرة، حيث مشاريع التهيئة الحضرية مثل تعبيد الطرقات وإنجاز الأرصفة وغيرها متوقفة، بسبب تسربات المياه التي تم إحصاؤها بوسط المدينة أزيد من 20 شبكة معطلة وأشغال الحفر التي لا تنتهي وهو ما جعله يكافح على جبهتين الأولى لإقناع المواطنين بحتمية الصبر والثانية حث المقاولات على إنهاء أشغالها في الآجال المحددة. ويبقى تخوف السكان من اختلاط المياه الصالحة للشرب مع مياه الصرف الصحي الملوثة هاجسا يؤرق حياتهم ويهدد صحتهم في حال ظهور حالات وبائية إذا ما استمرت السلطات في تماطلها لإصلاح العطب، مما يستدعي التدخل السريع للشركة المعنية للحد من ضياع هذه المادة الحيوية.