عاد مجددا وزير الدفاع الأسبق، العميد المتقاعد خالد نزار إلى الواجهة، بمؤلف جديد استعرض من خلاله مذكراته، خلال الثورة التحريرية وبعد الاستقلال، وهو محتوى الجزء الأول، فيما ينتظر أن يصدر الجزء الثاني بعد نحو أربعة أشهر، سيخصص لواحدة من أكثر الفترات إثارة للجدل في تاريخ البلاد، وهي تلك التي تولى فيها أرفع المسؤوليات في الدولة، كوزير للدفاع ثم عضو المجلس الأعلى للدولة، الذي ملأ، كما هو معلوم، شغور منصب رئيس الجمهورية، بعد (إقالة أو استقالة) الرئيس الراحل ، الشاذلي بن جديد. وحسب ما أورده الموقع المملوك من قبل نجله لطفي نزار، فإن المؤلف الجديد يتضمن بعضا من "التدقيق والتوضيح حول الرجال والأحداث، كما يعرض بعض الحقائق عن الأحداث التي كان شاهدا عليها أو شارك في صناعتها"، عضو المجلس الأعلى للدولة سابقا. ويقدم المؤلف في كتابه الجديد شهادات حول الجهود التي أثمرت بالاستقلال، باعتباره كان عضوا في "جيش التحرير"، وكذا بعض التفاصيل عن الحرب التي شنتها المملكة المغربية على الحدود الغربية للجزائر في أكتوبر 1963، فضلا عن أحداث منطقة القبائل، وقضية العقيد محمد شعباني، ومن بعده الطاهر الزبيري، كما يستعرض أيضا فترة حكم كل من الرئيس الراحل، احمد بن بلة، والرئيس الراحل هواري بومدين "وأولوياته"، وكذا الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، فضلا عن جانب خصص لمشاركته في الحرب العربية الإسرائيلية. نزار الذي سبق له وأن أنجز العديد من المؤلفات، منها "محاكمة باريس: الجيش الجزائري في مواجهة التضليل الإعلامي"، و" الجزائر: إفشال تقهقر مبرمج"، و" الجزائر: مسيرة الحرب: 1954- 1962".. أبى إلا أن يعيد تجميع ما نشره بشيء من التفصيل والتنقيح، في مؤلف واحد، هو الذي يصدر الأحد المقبل. ويعتبر نزار أكثر قيادات الجيش الجزائري من حيث الحضور في المشهد الإعلامي، بسبب الجدل الذي رافق وأعقب توليه مسؤوليات سامية في الجيش والدولة، وقبل ذلك ماضيه مع الجيش الفرنسي، باعتباره ينتمي لفئة الضباط الفارين من الجيش الاستعماري قبل التحاقهم بالثورة التحريرية. كما تعرض وزير الدفاع الأسبق للعديد من المتابعات القضائية في أوروبا، وكانت أشهر محاكمة كان طرفا فيها، كانت الغرفة السابعة لمحكمة باريس مسرحا لها في عام 2001، وكذا القضية التي سجلت ضده بسويسرا في 2011، وحصل بشأنها على حكم بانتفاء وجه الدعوى. كل هذه المعطيات حتمت على الجنرال نزار الظهور على أكثر من منبر إعلامي للدفاع عن نفسه وعن ماضيه، كان أهمها على الإطلاق، الحوار المثير الذي أدلى به ل"الشروق"، وخلف جدلا كبيرا، بسبب الشهادات التي قدمها خلاله، وطالت العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية، التي لم تتردد في الرد عليه في واحدة من أكثر السجالات التي شهدتها البلاد منذ الاستقلال. وعليه فما قاله وكتبه نزار في مؤلفاته السابقة وفي "خرجاته" الإعلامية المتعددة، سيكون محور مذكرات الجنرال المتقاعد.