مني الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهزيمة على ثلاث جبهات مع فوز الديمقراطيين في انتخابات هامة لحكام الولايات ورؤساء البلديات، ما يؤكد تدهور شعبيته في الذكرى الأولى لفوزه بالانتخابات الرئاسية المصادفة، الأربعاء. وتعتبر نتائج، ليل الثلاثاء، بمثابة رفض كاسح لما يطلق عليه معارضو الرئيس الأمريكي سياسات ترامب "التقسيمية" واختبار لنفوذه قبل المعارك الانتخابية المقبلة على مستوى الولايات وعلى المستوى الوطني. وكانت الهزيمة الأكبر في فيرجينيا، الولاية التي تحد واشنطن وتعد مؤشراً للسياسات الوطنية، في وقت تستعد البلاد لانتخابات مجلس الشيوخ العام القادم قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020. وفي مسقط رأس الرئيس الأمريكي، تعهد بيل دي بلازيو الديمقراطي الذي فاز، الثلاثاء، بسهولة بولاية ثانية من أربع سنوات على رأس بلدية نيويورك العاصمة المالية للولايات المتحدة، التصدي لترامب. دي بلازيو، الذي فرض نفسه معارضاً شرساً للرئيس ترامب، حقّق فوزاً سهلاً على منافسته الجمهورية نيكول ماليوتاكيس بحصوله على 66.1 في المائة من الأصوات مقابل 28.1 في المائة، وذلك استناداً إلى نتائج فرز الأصوات في 97 في المائة من مراكز الاقتراع. رغم المشاركة الضعيفة، إلا أن دي بلازيو (56 عاماً) المتحدر من أصول إيطالية اعتبر أن سكان المدينة وعبر إعادة انتخابه "وجهوا رسالة إلى البيت الأبيض"، بعد عام تماماً على انتخاب ترامب. وقال متوجهاً إلى الرئيس: "إذا خالفتم مبادئ مسقط رأسكم فمدينتنا ستتصدى لكم"، وسط تصفيق مؤيديه في متحف بروكلين. ومضى دي بلازيو يقول: "سندافع عن نظامنا الصحي" في إشارة إلى جهود ترامب من أجل إلغاء نظام أوباماكير، مضيفاً "سندافع عن المهاجرين.. عندما يتعرض المهاجرون لهجوم فهو يشملنا كلنا". "انتصار في نيوجيرسي وفي فرجينيا !" أشاد دي بلازيو بفوز مرشحين ديمقراطيين في انتخابات محلية أخرى، الثلاثاء، كانتا بمثابة اختبار قبل الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية في 2018. في فرجينيا، انتخب نائب الحاكم رالف نورثام حاكماً أمام منافسه الجمهوري إيد غيليسبي، وفي نيوجيرسي، يخلف الديمقراطي فيل مورفي الحاكم الجمهوري كريس كريستي الذي لا يتمتع بالشعبية والذي شغل المنصب طيلة ثماني سنوات. وفاقم فوز الديمقراطيين بمنصبي نائب حاكم فيرجينيا ونائبها العام، هزائم الجمهوريين في الولاية. وحظي الحزب بعدة مقاعد في مجلس مندوبي الولاية المكون من مائة مقعد، ما يهدد باحتمال فقدان الجمهوريين سيطرتهم على مجلس الولاية التشريعي. ويجري كل عامين اقتراع لتجديد جميع مقاعد مجلس النواب الأميركي البالغ عددها 435 مقعداً. ويمتلك الجمهوريون حالياً أغلبية مريحة في المجلس ولكن في حال فقدوها فسيشكل ذلك تهديداً لأجندة ترامب التشريعية، بما في ذلك جهوده من أجل إلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية الحالي. وقال دي بلازيو: "لنهتف بالنصر حتى يسمعوننا في نيوجيرسي وفي فرجينيا!". وكان دي بلازيو المتحدر من بروكلين عند انتخابه في العام 2013 أول ديمقراطي يفوز برئاسة البلدية منذ عشرين عاماً. وبات، الثلاثاء، أول ديمقراطي يُعاد انتخابه منذ إيد كوخ في ثمانينيات القرن الماضي. ويتمتع دي بلازيو المتزوج من سوداء والذي غالباً ما يستخدم كلمات إسبانية في تصريحاته بشعبية كبيرة بين السود والمتحدرين من أصول لاتينية والذين يشكلون 53 في المائة من الناخبين في المدينة. لكنه يتعرض لانتقادات شديدة بين البيض الذين لا يشكلون سوى 33 في المائة من الناخبين في نيويورك. ولا يتردد البعض في اتهامه بالفساد خصوصاً حول المعاملة التفاضلية التي خصصها لمساهمين كبار في حملته أو ينتقدون افتقاده لمكانة سلفه مايكل بلومبرغ الملياردير الذي تولى المنصب على مدى 12 عاماً.