ناقش ،الجمعة، مختصون في الادب والترجمة مدى تأثير اتقان لغتين فما اكثر على اللغة الابداعية وتساءلوا عن نوع العلاقة التي تربط اللغتين هل هي التصادم بالضرورة ام الاندماج. وقدموا تحت عنوان "بأي لغة تفكر، بأي لغة تكتب؟" التي أقيمت في قاعة ملتقى الكتاب ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب هذه الاسئلة وأخرى وشارك فيها كل من الدكتور الإماراتي شهاب غانم، والكاتب جولين كولمبو من الممكلة المتحدة، وأدارتها دينا قنديل، بحضور نخبة من الشعراء والكتاب، ومجموعة من رواد المعرض والمهتمين بشؤون الأدب والشعر. واستهل الدكتور شهاب غانم حديثه بالقول: "تذوقت الشعر منذ بواكير حياتي الأولى، ثم دخلت مجال الترجمة، وأرى أن اللغة التي يستخدمها الكاتب في الكتابة هي عادة ما تكون لغته الأم، لكن أحياناً تقفز إلى الحديث مفردة من لغة أخرى يتقنها الكاتب تكون أكثر تعبيراً عما يريد من لغته الأم". وأضاف غانم:" خلال تجربتي الأدبية تعرفت إلى الكاتبة الشهيرة كاملة ثريا، كانت تكتب الشعر باللغة الإنجليزية، ولكنها كانت تكتب بلغتها الأم (الماليالم) حينما تريد كتابة القصة أو الرواية، وقد استطاعت أن تقدم تصوراً لمعنى أن يكتب الإنسان بلغة أخرى بشكل جميل ولافت" وقال جولين كولومبو:" هناك أسباب عدة للكتابة بلغة أخرى غير لغة الأم، منها قدرة الكاتب على التعبير والإنجاز باللغة الثانية بشكل أكثر، أو ربما نتيجة لظروف معينة ترافق لغته الأم، وأحد الأسباب التي دفعتني للكتابة بلغة الأردو بالرغم من كوني من المملكة المتحدة هو رغبتي في التواصل مع الآخر بشكل أقرب وبدون واسطة، هذه الرغبة تعطيك دافعاً كبيراً للكتابة، وتعطيك القدرة على الإنتاج وتقييم نفسك بشكل صحيح. وأضاف في نفس السياق " ولا يخفى أن من الأسباب الأخرى في الكتابة بلغة غير لغة الأم وجود ثراء لغوي كبير في اللغة الأخرى، فعندها يكتب ما يريد بها، لأنها قادرة من خلال ذلك الثراء على منح الكاتب القدرة في التعبير عما في نفسه، وإيصال فكرته إلى من يريد، لذلك المسألة ليست في أنك تكتب، وإنما هل أنت قادر على إيصال ما تريد لمن تريد؟".