في مراسلة موجهة إلى رؤساء تسع دوائر هي آيث يني، بوغني، عين الحمام، واضية، واسيف، آث دوالة، معاثقة، ذراع الميزان وتيزي غنيف أعلنت مديرية الطاقة لولاية تيزي وزو عن انقطاع التموين بالغاز ابتداء من يوم الخميس ولمدة ثلاثة أيام إثر اكتشاف تسرب في الشبكة الرئيسية على الخط الناقل الرابط بين حاسي الرمل وبرج منايل على مستوى بلدية سيدي عامر في ولاية المسيلة. وفي انتظار تصليح العطب دعت المديرية المواطنين إلى أخذ احتياطاتهم واقتناء ما يكفيهم من القارورات. وبعدما بلغهم الخبر تهافت سكان المناطق المعنية على نقاط البيع ومحطات التوزيع لاقتناء ما يكفيهم خلال أيام الانقطاع، حيث تضاعف الطلب بشكل قياسي على هذه المادة الحيوية التي يتزامن انقطاعها مع إعلان مصالح الأرصاد الجوية عن التساقط الكبير للأمطار. وأكد عدد من سكان القرى أنهم يعانون من نقص في التزوّد بغاز البوتان الذي يجبرهم على التنقل لمسافات طويلة للحصول عليه. ويطالب سكان المناطق النائية شركة (نفطال) بضرورة توفير هذه المادة في كامل نقاط البيع القريبة من مقرّ سكناهم، من أجل التقليل من المضاربة وارتفاع أسعارها في السوق السوداء، وتمكينهم بذلك من تعبئة ما يكفيهم من القارورات. وعبّر بعض المواطنين عن معاناة حقيقية يتكبدونها في هذه الفترة بالذات، فنقص الغاز يعني بالضرورة نقص التدفئة، والبرد والرطوبة يعرّضان للأمراض مثل الزكام والأنفلونزا وضيق التنفس وغيرها، ويكون الأطفال والرُضّع أول من يصاب بها، وحتى أجهزة التدفئة الكهربائية لا تنفع كثيرا بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء التي سجلت خلال الأيام الماضية بعدة قرى نائية بالإقليم الجنوبي لولاية تيزي وزو. وإلى جانب الغاز تعاني معظم أقاليم الولاية من نقص حاد في حليب الأكياس، حيث شهدت محلات بيع المواد الغذائية هذه الأيام غياب أكياس الحليب أو توفرها بكميات قليلة جدا لا تلبي احتياجات المواطنين، حيث يضطرون إلى المكوث في طوابير طويلة منذ الصباح الباكر ولأوقات غير معلومة أمام محلات بيع المواد الغذائية من أجل اقتناء بعض أكياس الحليب. واشتدت الأزمة أكثر مع اضطراب الأحوال الجوية، ما دفع الكثير من المواطنين للتنقل إلى مناطق أخرى بحثا عن الحليب. وقد تضاربت الحجج حول أسباب فقدان الحليب في السوق، حيث يرجعها بعض التجار إلى ارتفاع الطلب، فكثير من المستهلكين يتزوّدون بكميات كبيرة خوفا من نفادها، ما دفعهم إلى تسقيف عملية البيع بكيسين اثنين لكل من يقف ساعات في طابور طويل مع إجبار الزبائن على اقتناء علبة من العصير أو الجبن مقابل الحصول على الكيسين.