أعلن البيت الأبيض، مساء الاثنين، تأجيل زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس المثيرة للجدل إلى منطقة الشرق الأوسط وسط الاحتجاجات المستمرة على قرار واشنطن المتعلق بالقدس واستعداد الإدارة الأمريكية للتصويت الحاسم على القانون الضريبي الجديد. وكان من المقرر أن تبدأ زيارة بنس إلى مصر و"إسرائيل"، الثلاثاء، لكن تم تأخيرها إلى منتصف جانفي المقبل ما يسمح لبنس بالبقاء في واشنطن في حال كان هناك حاجة لصوته في مجلس الشيوخ لإقرار إصلاحات الرئيس دونالد ترامب الضريبية. وينص الدستور الأمريكي على أن لنائب الرئيس الحق في التصويت في مجلس الشيوخ في حال كان هناك تعادل في الأصوات. وأدت عودة السيناتور جون ماكين إلى أريزونا لمتابعة علاجه من مرض السرطان إلى ترك الجمهوريين بغالبية ضئيلة جداً في مجلس الشيوخ لدفع التشريع المتعلق بالإصلاح الضريبي إلى خط النهاية. ومع فشله في تخطي العديد من العوائق التشريعية لإقرار خططه، بات هذا القانون بالنسبة إلى ترامب مفتاحاً رئيسياً لتأمين دعم قاعدته الشعبية والسياسيين المترددين. ومن المقرر أن يصوت مجلس النواب على حزمة التشريعات الضريبية، الثلاثاء، يليه تصويت مجلس الشيوخ في ساعة متأخرة الثلاثاء، أو في وقت مبكر الأربعاء. السبب هو القانون الضريبي نفى مسؤولون أن يكون الدافع وراء تأجيل زيارة بنس موجة التظاهرات الغاضبة التي تلت إعلان ترامب القدس عاصمة للاحتلال. وقال مسؤول: "المسألة تتعلق بأكبر اقتطاعات ضريبية في التاريخ الأمريكي (وضرورة) أن يكون نائب الرئيس وكل الفريق هنا". وأضاف مسؤول آخر كبير في البيت الأبيض نافياً أن تكون موجة الاحتجاجات سبباً لإرجاء الزيارة، "ذلك مستغرب كوننا سنتوجه إلى المنطقة خلال أسبوعين أو ثلاثة". وتعهد ترامب أيضاً في 6 ديسمبر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في قرار تاريخي طوى فيه صفحة عقود من السياسة الأمريكية. وأدى هذا الإعلان إلى سلسلة من التظاهرات الغاضبة وإلغاء مسؤولين فلسطينيين ومسلمين وأقباط لاجتماعاتهم مع نائب الرئيس الذي اختصر زيارته إلى ثلاثة أيام. ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس حركة فتح إلى التظاهر احتجاجاً على زيارة بنس، وأعلن مستشاره أنه "لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي في فلسطين". وتواصلت تداعيات القرار الأمريكي، الاثنين، مع استخدام الولاياتالمتحدة حق الفيتو لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن يندد بالاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال، وبدت واشنطن معزولة تماماً دولياً بعد أن صوت باقي الأعضاء الأربعة عشر لصالح مشروع القرار. وكانت مصر قدمت مشروع القرار الخاص بالقدس. وكان مقرراً أن يصل بنس، الأربعاء، إلى القاهرة لمحادثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي. وخلال زيارته لفلسطينالمحتلة كان من المقرر أن يلقي بنس كلمة أمام الكنيست ويزور حائط البراق (المبكى) ويلتقي رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وقال المسؤول: "الآن علينا أن ننظر إلى جانفي وربما تكون الرحلة أوسع نطاقاً، سنزور بالتأكيد مصر وإسرائيل لكن ربما نضيف دولاً أخرى".