عبر المخرج السينمائي المختص في أفلام الثورة أحسن عصماني عن تحمسه لتجسيد سيناريو فيلمه "أسود الجزائر"المكون من 525 ورقة بمدة ساعتين و30 دقيقة، وهذا بعد أن تم إثراءه من طرف لجنة وطنية متعددة الاختصاصات مكونة من مجاهدين، مؤرخين، شخصيات تاريخية، علماء اجتماع، كتّاب، باحثين، طلبة، ويسند الإنتاج لوزارة المجاهدين. ويروي الفيلم، حسب مخرجه، وحشية وهمجية الاستعمار الفرنسي خلال حرب التحرير وصمود الشعب الجزائري أمامه، رغم الفظاعة التي مورست عليه بإحراق القرى والمساجد علاوة على التجهيل والتجويع والتعذيب بمختلف أنواعه دون تفريق في العمر والجنس أو الجهة، كما سيكون الفيلم إعادة تركيب للأحداث البطولية المتتابعة على مر السنوات الممتدة من 1945 إلى 1962 في كل أقاليم الولايات التاريخية، وبما أنه يخص الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري زرنا 29 ولاية لحد الآن، ففي ولاية تيزي وزو بمساعدة مديرية الثقافة وقرابة 147 لجنة قرية تمكنا من انتقاء 37 ألف شخص يمثلون أدوارا ثانوية، وفي سطيف بلغ العدد أربعة آلاف وستستمر عملية الانتقاء في كل من ميلة، جيجل، قسنطينة، تبسة منها إلى الغرب والجنوب، أما الممثلون الرئيسيون فقد تم استقدامهم من فرنسا وبلدان أخرى، وسيتم التركيز على مختلف المعارك والمناورات العسكرية التي عرفتها مختلف مناطق البلاد منها التجارب النووية التي جرت في رقان، غير أن تصوير مثل هذه الأحداث يتطلب إمكانيات كبيرة، لأن الكثير من المشاهد تخص عساكر البرّ، البحرية الوطنية والطيران العسكري ومختلف أجهزة الأمن. ويأمل السيد عصماني أن يقدم القائمون على قطاع السينما في بلادنا التوصيات من أجل الشروع في التصوير ليكون جاهزا عام 2020، لأن كل مشهد من مشاهد الفيلم يعتبر ورقة من تاريخ الجزائر.