أجمع المشاركون في ندوة "الاقتباس من الرواية إلى المسرح" التي احتضنها المسرح الوطني أمس على هامش فعاليات المحترف على أن المقتبس ليس مجبرا على الوفاء للنص الذي يعالجه، بل هو غير ملزم أصلا على استشارة صاحب النص، لأن المقتبس ينطلق من خلفية وله وجهة نظر جمالية تجاه الموضوع الذي يعالجه. رافع الكاتب محمد بورحلة لصالح "خيانة" النص "في عملية الاقتباس للمسرح لان لفظة الاقتباس كما قال لها إحالة سلبية ذو معاني تحقيرية" وهو جاء كما قال للمرافعة للخيانة، مؤكدا أن المقتبس للمسرح لا يأتي من فراغ، لأنه في النهاية مبدع وله نظرة للموضوع الذي هو يصدده. وعلى خلاف ما يعتقد الكثيرون أن الاقتباس ليس عملية سهلة لأنه يقتضى دراية والمقتبس ليس تابعا لأحد. من جهة أخرى أضاف بورحلة متحدثا عن جدوى الاقتباس قائلا أننا نقتبس النص الذي يستوقفنا أو النص الذي يكون قابلا للمسرحة وقد توقف المتحدث عند من اسماهم بقوى المال ولوبيات الضغط التي قد تتدخل في إدخال التغييرات على الشكل النهائي للعمل المسرحي لم يكن بالضرورة موجودا في النص الأصلي. من جهته، اعتبر مراد سنوسي الذي سبق وأن اقتبس أعمال واسيني الأعرج إلى الخشبة أن الاقتباس ليس غاية في حد ذاته، لكنه وسيلة يقدم من خلالها المقتبس عملا جديدا انطلاقا من خيارات و مواقف جمالية يؤمن بها متوقفا عند تجربته مع واسيني الذي أكد من جهته على ضرورة احترام خيارات الكاتب المقتبس وحريته في تقديم رؤية قد لا تكون بالضرورة نفسها رؤية الكاتب. وأضاف واسيني على هامش حديثه عن تجربته أن علاقته بالمسرح كانت صدفة وغير مبرمجة في كل أعماله التي حولت إلى الخشبة وأن مسرحية "امرأة من ورق" التي اقتبسها سنوسي عن رواية "أنثى السراب" كانت سببا في إقبال القراء أكثر على النص الروائي، هذا ما دفع مراد سنوسي إلى التأكيد على أن لجوئه إلى اقتباس عن كتاب معروفين من ياسمينة خضرا إلى واسيني الأعرج، ليس اتكاء على اسم المبدع أو بحثا عن الشهرة بقدر ما هي مغامرة، الشرط الأساسي في نجاحها هو الوفاء للفكرة وليس الأشخاص. في حين رافع عمر فطموش لصالح أحقية المسرح في الدفاع عن استقلاليته تجاه الفنون الأخرى طالما انه يمتلك الأدوات التي تتيح له الاقتباس من أي فن آخر مهما كان.