عاشت الكثير من بلديات ولاية تيبازة مخاضا عسيرا عقب الإعلان عن النتائج النهائية لأجل تشكيل الهيئة التنفيذية، حيث وجد الكثير من رؤساء البلديات الذين لم يتمكنوا من تحقيق الأغلبية صعوبة في تشكيل الهيئة التنفيذية وتوزيع اللجان، وتغلبت المصالح الضيقة على جميع مراحل المفاوضات والتحالفات واضطرت بعض الأحزاب إلى تغيير لونها السياسي لتشكيل الأغلبية، ما مكنها تجاوز حالة الانسداد، فيما لا تزال بلديات أخرى رهينة مزاج بعض المنتخبين. وإذا كانت بلدية عين تقورايت قد تجاوزت حالة الانسداد وتمكن رئيس البلدية الذي غيّر لونه السياسي والتحق بالأفلان من إرضاء جميع التشكيلات السياسية وتشكيل الهيئة التنفيذية، والأمر ينطبق على بلديات عديدة لم يتمكن الرؤساء الجدد فيها من الفوز بأغلبية المقاعد، فإن بلديتي سيدي اعمر ومناصر صنعتا الاستثناء وبقيتا من دون هيئة تنفيذية بسبب إصرار المعارضة على حالة الانسداد. وحاولت "الشروق" الغوص في قضية الخلافات ببلدية سيدي اعمر وإصرار المعارضة على حالة الانسداد التي عطلت مصالح الموطنين، لاسيما منها النقل المدرسي والمدارس الابتدائية، حيث أكد رئيس البلدية المنتخب أحمد بلغدوش أنه اضطر إلى تغيير لونه السياسي من حزب الحركة الشعبية إلى حزبه السابق جبهة التحرير لأجل الحصول على الأغلبية ب 8 مقاعد مقابل 7 مقاعد للمعارضة غير أن عضوين من حزبه التحقا بالمعارضة تحت ضغوطات متصدر قائمة كانت التحقيقات قد أقصته من الترشح، ويضيف رئيس البلدية أن هذا الشخص ومنذ أن رفض ملف ترشحه شرع في استخدام وسائط التواصل الاجتماعي لخلق البلبلة وتحريض بقية المنتخبين لإبقاء حالة الانسداد في البلدية ولم يتوان يضيف محدثنا، في توجيه الاتهامات لوالي الولاية ورئيس الدائرة، وتساءل بلغدوش عن سرّ إصرار المعارضة على حالة الانسداد رغم أنه قدم كل التنازلات وحاول تحقيق التوازن في تشكيلة المجلس التنفيذي واللجان. من جانبها بلدية مناصر التي تعاني مشاكل تنموية عديدة لا تزال رهينة المصالح الضيّقة لبعض المنتخبين الذين أصروا على إبقاء المجلس البلدي تحت طائلة الانسداد ورفضوا التعامل مع رئيس البلدية بلعربي زروقي الذي عمل كل ما بوسعه لأجل تشكيل المجلس البلدي وقام بعدة وساطات مع مختلف شرائح المجتمع وتنازل لصالح الأعضاء الجدد لأجل إنهاء حالة الانسداد التي يقف وراءها أحد متصدري القوائم الفائزة في الانتخابات، غير أن كل محاولاته لم تجد الأذان الصاغية. ويتداول في بلدية مناصر التي تسودها حالة من الغليان في الأوساط الشعبية بسبب تصرفات المعارضين، أن متصدر القائمة الذي يقف وراء حالة الانسداد تحايل على المنتخبين بتوقيع وثيقة قبل ظهور النتائج تتضمن رفض التعامل مع الرئيس الجديد إذا فشلوا في الفوز بالأغلبية، وهو ما جعل بعض المترشحين يخشون المتابعات القضائية بسبب التراجع عن تلك الوثيقة الموقعة من طرفهم. وطالب عديد المواطنين الذين تحدثت إليهم "الشروق" بضرورة تدخل والي تيبازة لوضع حد لحالة الانسداد التي لا تخدم الصالح العام، خصوصا وأن البلدية بحاجة إلى هدوء وتوافق لأجل بعث التنمية المحلية والتكفل بانشغالات الموطنين.