جانب من اللقاء الذي جمع مالكية وإباضية بريان وقع في ساعة متأخرة من ليلة الخميس بورڤلة فريق من كبار مالكية وإباضية مدينة بريان على خارطة السلم بعد عودة المياه إلى مجاريها واستتباب الأمن وذلك عقب مفاوضات باشرها على مدار الأيام الماضية مجلس علماء وأعيان عاصمة الواحات ورڤلة وعدد من المثقفين ورجال الأعمال يتقدمهم رحمون زرقون. * حيث شكلوا لجنة سميت "الصلح والمصالحة"، وقد حضر التجمع الكبير الذي وصف بالمرجع التاريخي عدد هائل من الطرفين بالإضافة إلى السلطات المدنية والعسكرية إضافة الى الهادي خالدي، وزير التكوين والتعليم المهنيين، وكل من سليمان الشيخ نجل مفدي زكرياء، الوزير السابق للتربية الوطنية، وكذا عبد الوهاب باكلي وزيرالسياحة الأسبق، ناهيك عن الحاج مداني عمر، مستشار برئاسة الجمهورية ووالي الولاية ورئيس بلدية بريان نصر الدين حجاج، وكذا عدة شخصيات وإطارات محلية ووطنية. * وكانت البداية بمسجد "لالة عزة" الإباضي الواقع بالقصر العتيق بوسط المدينة، أين أدى المالكية والاباضية جنبا إلى جنب صلاة المغرب، ثم الانتقال بعدها مباشرة إلى مسجد "لالة مليكة" المجاور، أين تم التعانق والتسامح بين الأخوة في المذهبين، وإلقاء درس شمل مناقب كل منهما ودورهما في تحرير البلاد من الاستعمار والعيش في سلام على شاكلة الأسلاف منذ قرون ونبذ العنف والترهيب بين أبناء المسلمين، وتضمن نص البيان الذي تلقت "الشروق اليومي" نسخة منه وتمت تلاوته على مسامع الجميع بمباركة كافة الجهات وموافقة الجانبين، استنكار ما حدث الآونة الأخيرة من أحداث مؤلمة والتعهد بإطفاء نار الفتنة وتثمين مبادرة السلم ورأب الصدع وتوعية المجتمع المدني بمحتوى التفاهم، وتأتى هذه الخطوة الايجابية في ظل الاتفاق على توقيع الوثائق المتعلقة بالسلم وتقديم التعازي لأولياء الأسر المتضررة. * كما تبرع رجل الأعمال المذكور بمبلغ 120مليون سنتيم وزعت نقدا على عائلات الضحايا في ذات الجلسة التي حضرها المئات من المواطنين وممثلي مختلف الدوائر الرسمية، وحسب مهندس العملية الأستاذ سليمان حكوم، أحد أعضاء اللجنة التي سعت إلى الوساطة وتقريب وجهات النظر فإن خارطة السلم تتضمن حاليا 25 بندا من أهمها عقد دورات تشاورية بين الاباضية والمالكية عقب عودتهما إلى بريان لشرح مضامين هذا اللقاء والانطلاق في إصلاح ذات البين وتكوين مرجعيات مشتركة بدون إقصاء أو تهميش. *