تأتي الخطوة المصرية بتنقل الرئيس حسني مبارك لتعزية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أخيه المغفور له مصطفى، كتقدم نحو انفراج الأوضاع بين البلدين، وقد قابل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ذلك بتلقائية تعبر عن عدم تضخيمه للأمور على عكس ما تداولاته بعض الصحف المصرية، وقد اغتنم الإعلام العربي هذه الزيارة لإعادة السيناريو السلبي لتعقد العلاقات المصرية مع العديد من الدول العربية، وخسارة الجزائر ستكون القطرة التي ستفيض الكأس وتهز مصر على عدة جوانب، ففي الوقت الذي أشادت فيه صحيفة الجزيرة في افتتاحيتها ،أمس، بزيارة الرئيس حسنى مبارك للجزائر لتعزية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بوفاة شقيقه، واصفة الزيارة بأنها مبادرة إيجابية لتنقية الأجواء بين البلدين، بعد توتر كبير شاب العلاقات بعد ملابسات مباراة بين منتخبي البلدين في تصفيات كأس العالم لكرة القدم، طالبت أغلب الصحف المصرية بضرورة تهدئة الأوضاع، خاصة وأن الجزائر تلعب حاليا دورا هاما في المنطقة وفي هذا الإطار بالذات أكد أحمد أبو الغيظ وزير الخارجية المصرية أن اللقاء بين الرئيسين بوتفليقة ومبارك واللقاء السابق بينهما في نيس خلال القمة الإفريقية الفرنسية يؤكدان عزم الرئيسين والشعبين والحكومتين والدولتين على مواصلة تأسيس علاقة متينة للدفاع عن الحقوق العربية وضمان أمن المنطقة، مشيرا إلى أن الجزائر ومصر بلدان شقيقان ويعملان معاً باستمرار منذ 60 سنة. ويبدو جليا أن الموقف الجزائري إلى جانب مصر في المجلس العالمي لحقوق الإنسان وفي منظمات دولية أخرى، هو صفعة حقيقية لمعنى التكتل العربي البعيد عن أي حسابات ضيقة ، خاصة وأن مصر قد خسرت السودان بعد أن أعلنت تأييدها الضمني لانفصال الجنوب في حالة حدوث ذلك، حيث يمكن أن تخسر بصراعها مع السودان حرب مياه النيل، وهي في أشد الحاجة لمؤازرة جارتها، بدلا من أن تتجه السودان لدعم دول المنبع، وتفقد مصر حصتها المعتادة من المياه، في وقت اتخذت فيه سوريا موقفا واضحا برفض الزيارات الرسمية لمصر والمشاركة في اجتماعات وزراء الإعلام العرب بسبب مجمل المواقف والسياسات المصرية التي تباعدت كثيرا عن الشأن العربي حسب الموقف السوري. أما عن السياسة في الداخل فهي شقان لا ثالث لهما وهو الإشكال إما الموالاة أو النقد اللاذع خاصة مع قضية تعذيب الشاب خالد سعيد حتى الموت وتحويل القضية لمحكمة الجنايات.