صنعت الزيارة المفاجئة للرئيس المصري، حسني مبارك، للجزائر، وتقديمه واجب العزاء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في وفاة شقيقه، الحدث وبشكل بارز في الصحافة المصرية الصادرة أمس، حيث أجمعت على أن الزيارة أذابت جمود وتشنج العلاقات الجزائرية - المصرية، بعد الأحداث العنيفة التي عرفتها مباراة القاهرة لكرة القدم، وما تدعيه القاهرة من تعنيف في حق الجماهير المصرية في أم درمان. ولم تكن الزيارة حدثا مصريا وجزائريا فحسب، بل تناولتها العديد من مصادر الإعلام العربي، منها السعودي، الذي وصف المبادرة بالإيجابية لتنقية أجواء العلاقات بين البلديين. شكلت، أمس، الزيارة المفاجئة والخاطفة للرئيس المصري، حسني مبارك، للجزائر، وتقديمه لواجب العزاء للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إثر وفاة شقيقه الدكتور مصطفى، وإجرائه محادثات حول عدد من القضايا والمسائل العربية الإفريقية والدولية، حدثا بارزا في الإعلام المصري بمختلف توجهاته، المكتوب والمرئي، وإن كانت الزيارة تحمل طابع ”الفجائية والعزاء”، وسبقها لقاء بين مبارك وبوتفليقة، على هامش الطبعة الأخيرة من قمة إفريقيا- فرنسا بنيس الفرنسية، إلا أن الصحف المصرية علقت آمالا كبيرة على الزيارة لعودة الدفء للعلاقات بين الجزائروالقاهرة، كما كانت عليه قبل مباراتي منتخبي البلدين، وما انجر عنهما من تداعيات أثرت بشكل كبير على العلاقات الثنائية، تضررت منها المصالح المصرية الإقتصادية بدرجة كبيرة، فيما صدم الجزائريون بمدى دونية نظرة المصريين إلى الشعب الجزائري وتاريخه وثورته، بدون وجه حق، بتزكية من السلطة في مصر، وبتسخين من آل مبارك، ما جعل الجزائريين يسدلون الستار على العلاقات مع مصر في صمت والتزام. وفي هذا الصدد، أوردت جريدة ”الشعب المصرية” أن زيارة مبارك فرصة لإعادة العلاقات بين الجزائر ومصر إلى مجراها الطبيعي، فيما نقلت ”اليوم السابع” على لسان السفير المصري السابق بالجزائر، عبد الله الأشعل، أن زيارة مبارك للجزائر ”دليل على حرص مصر على إعادة علاقاتها مع الجزائر”، وتجرأ على مطالبة الجزائر بخطوة مماثلة، محملا الإعلاميين والمعلقين الرياضيين مسؤولية تصعيد حدة الأزمة. وبنفس النظرة، تناولت يومية ”الإقتصادي” الحدث، معلقة عليه آمالا كبيرة لعودة العلاقات الجزائرية المصرية إلى سابق عهدها. في السياق ذاته، أبرزت صحيفة ”الأهرام” الزيارة كحدث مهم في حياة الشعبين والدولتين، غير أنها انفردت بعرض تقرير مفصل عن التغطية الإعلامية للزيارة المفاجئة في الصحافة الجزائرية. فيما أعطت صحيفة ”الجمهورية” أهمية للزيارة، واعتبرتها مناسبة من شأنها تدعيم العلاقات بين البلديين،”وما لقائهما بنيس مؤخرا، سوى دليل على وجود نية لدى القائدين لبناء علاقات قوية بين البلدين”. بينما وصفت ”الشروق المصرية” لقاء الرئيسين بوتفليقة و مبارك ب”الحميمي” الذي سيحدث انفراجا. من جهته، أشاد الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر، بخرجة الرئيس حسني مبارك تجاه الجزائر. ولم ينل حدث زيارة الرئيس المصري للجزائر، تزامنا مع وفاة شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الدكتور مصطفى، اهتماما إعلاميا مصريا وجزائريا فحسب، بل تعداه إلى غالبية بلدان العالم العربي، وفي مقدمتها الصحف السعودية التي رحبت بالمبادرة، حيث وصفت افتتاحية جريدة ”الجزيرة” الزيارة ب”المبادرة الإيجابية لتنقية أجواء العلاقات بين البلديين وتطهيرها من الشوائب وإعادة الصفاء”، الأمر نفسه الذي تناولته أيضا الصحافة اليمينة والكويتية والإماراتية.