قال المخرج علي موزاوي أنه بصدد مواصلة عملية "الكاستينق" التي انطلقت بالعاصمة لاختيار الوجوه التي تظهر في فليمه الجديد الذي يروي قصة الشاعر الأمازيغي السي أمحند أومحند، عملية الكاستينغ شملت عدة ولايات منها العاصمة، البويرة، بجاية. ورفض موزاوي الإفصاح عن الشخصية التي يراها الأقدر على تجسيد هذا الدور، لأنه قد "يعثر أثناء الكاستينغ على من تنطبق عليه المواصفات التي وضعها كشرط فيمن ستولى مهمة تجسيد شخصية الشاعر التروبادور السي أمحند اومحند وهي الشبه الفزيولوجي بالشاعر والقدرة على الحضور الجسدي وفرض الشخصية. وأضاف صاحب " الحمائم البيض" أنه يسعى ليجعل من فليم السي امحند اومحند فليما "إنسانيا" كبيرا على غرار فيلم ابن سينا مثلا، لأن السي امحند ليس "قبائليا"، لكنه شاعر إنساني يمكن عبر حياته التطرق أيضا إلى مرحلة من مراحل الاستعمار الفرنسي في الجزائر، حيث عاش السي امحند في قلب عصره، إذ نظم الأشعار عن الحالة الاجتماعية للجزائريين الذين عرفوا الأمراض وانتشار الطاعون، إضافة إلى الظلم والبطش الاستعماري خلال هذه الفترة. وأكد المخرج في تصريح للشروق انه انتظر مدة 24 سنة كاملة من اجل انجاز هذا الفيلم، لأنه أراد أن يكون في مستوى رمزية الشاعر الذي كان رمزا "لكرامة" الجزائري في زمن صعب جدا ومرحلة عرفت فيها منطقة القبائل مثل الجزائر ككل تغيرات واهتزازات اجتماعية لم يقف فيها السي امحند موقف المتفرج، بل كانت له كلمته كمبدع وكفاعل، وأكد المخرج علي موزاوي الذي يستعد أيضا لبدء دبلجة آخر أفلامه "الحمائم البيض" إلى العربية انه يرفض الصورة النمطية التي طالما قدم بها السي امحند كشاعر تروبادور اكتفى بقول الشعر ومعاقرة الخمر والكيف، حيث عرج المخرج على مواقف السي امحند التي رفض فيها أن يكون تابعا وظلا لغيره، خاصة في لقائه التاريخي بالشيخ الحكيم والقائد الروحي لمنطقة القبائل في تلك الفترة الشيخ السي امحند أولحسين، حيث وقف فيها الشاعر موقف الند للند مع الشيخ رغم مكانته. وقال المخرج علي موزاوي أن الشاعر السي امحند اومحند يعتبر في مستوى شعراء الإنسانية الكبار في العالم على غرار الكسندر بوشكين، ويستحق أن يخلد في فليم يكون في مقامه الإبداعي. من جهة أخرى، اعتبر علي موزاوي المرافعة للجانب الإنساني في السينما مهم جدا، خاصة في هذه المرحلة التي يحاول فيها البعض إذكاء نار الفتة وتغذية النعرة الطائفية وتشجيع الكراهية، لهذا فالمخرج يؤكد على أهمية مقاسمة الثقافة مع الآخر وعدم التقوقع على الذات.