اعتمدت موريتانيا قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب، يفتح الباب لأول مرة أمام توبة الإرهابيين، ولكنه يفرض شروطا عليهم، منها ملاحقتهم في حال ثبت عدم صدق توبتهم. ويهدف القانون الذي صادق عليه البرلمان هذا الأسبوع ومجلس الشيوخ مساء الخميس إلى محاولة احتواء تنامي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وينص القانون في بنده التاسع عشر على أنه "يمكن أن يستفيد من إسقاط الحكم أي من عناصر مجموعة خططت لعمل إرهابي يبلغ بذلك السلطات الإدارية أو القضائية بما يسمح بتفادي تنفيذ ذلك العمل أو التعرف على مدبريه".وأكد احد القضاة ان هذا القانون يشمل الإرهابيين الذين ما زالوا ينعمون بالحرية والمعتقلين الذين لم يحاكموا بعد، لكن القانون ليس رجعيا بالنسبة للمحكوم عليهم الذين يقضون حكمهم في السجن. إلا ان القانون الجديد يفرض عدة شروط على التائبين، وبإمكان النيابة خصوصا ملاحقتهم إذا كانت لديها أدلة تثبت ان توبتهم ليست صادقة بوضعهم قيد المراقبة طيلة ثلاثة أشهر. وبموجب القانون الجديد رفعت القيود على قيام قوات الأمن بتفتيش المنازل أو التنصت شريطة الحصول على إذن قضائي. ويمكن أيضا بموجب القانون الجديد توجيه الاتهام لمن هم دون سن 18عاما على عكس القانون السابق. وقال القانوني الموريتاني فضيلي ولد رايس في تصريح صحفي إن هذا القانون "مستلهم من قواعد الشريعة الإسلامية التي تشدد على البراءة والتوبة"، مشيرا إلى الحوار الذي انطلق في جانفي الماضي في سجن نواكشوط بين فقهاء فوضتهم الحكومة وستين إرهابيا مفترضا ينتظرون محاكمتهم. وأكد علماء الفقه عقب تلك المناقشات ان معظم المساجين "اعترفوا بأخطائهم" و"عدلوا عن آرائهم القائمة على التطرف والعنف". وبدوره عالم الاجتماع محمد الأمين ولد سيدي أشاد وقال "أظن ان القضاء على مصادر الإرهاب تقتضي ذلك. هكذا يمكن استعادة الشبان ومصالحتهم مع مجتمعهم ودينهم". وأوضح "انه نوع من الاندماج الاجتماعي، يجب السعي إليه، لأنه تبين ان القوة وحدها لا يمكن ان تؤتي بنتائج مع أولئك الذين يبحثون عن الاستشهاد كهدف رئيسي لأعمالهم الجهادية". وكانت السلطات الموريتانية قد أصدرت مؤخرا أحكاما بالإعدام في حق ثلاثة شبان موريتانيين موالين للقاعدة. ففي 25 ماي حكمت محكمة نواكشوط الجنائية بالإعدام على سيدي ولد سيدنا (22 عاما) ومعروف ولد الهيبة (28 عاما) ومحمد ولد شبارنو (29 عاما) بعد أدانتهم باغتيال أربعة سياح فرنسيين قرب مدينة ألاك جنوب شرق البلاد سنة 2007 . يذكر أن هجمات عديدة وقعت في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة بينها اغتيال أمريكي في نواكشوط وتنفيذ محاولة اعتداء فاشلة قرب سفارة فرنسا ثم خطف ثلاثة اسبان (ما زال اثنان منهم محتجزين) وإيطاليان.