تعتبر بلدية تيمزريت الواقعة شرق ولاية بومرداس من البلديات الفقيرة التي تعاني من نقص في المشاريع التنموية، التي ظل السكان ينتظرونها على مدار سنوات، خاصة القرى النائية التي تغيب فيها مختلف مظاهر التمدن، بل يعتبر سكانها أنفسهم منسيين. تقع بلدية تيمزريت في ذيل لائحة اهتمامات المسؤولين المتوالين على مراكز صناعة القرار في الولاية، حيث لازالت جل قراها تعاني مشاكل لا حصر لها، على غرار غياب المشاريع التنموية، من طرقات، ومنشآت، وشبكات مياه وغاز. يطالب سكان قرى تيمزريت السلطات المعنية بتجسيد البرامج التنموية والقضاء على المشاكل التي يعيشها قاطنوها، وفي هذا الصدد، يشتكي سكانها من انعدام الغاز الطبيعي وقنوات الصرف الصحي والتهيئة الحضرية وأزمة مياه الشرب وغياب المرافق الرياضية وقاعات العلاج. كما طرح السكان مشكل التزوّد بالمياه الذي قالوا عنه إنه أرقهم، وأنهم يشترون المياه الصالحة للشرب والتي يزداد عليها الطلب خصوصا في فصل الصيف، وهذا ما جعلهم يتكبدون مصاريف كبيرة لاقتناء هذا العنصر الحيوي، ويأمل المواطنون من الجهات الوصية التفكير مليا في كيفية معالجة هذا المشكل لإنهاء معاناتهم مع رحلة البحث عن الماء الذي يضطرون إلى جلبه بالصهاريج وبأسعار تزداد كلما زادت المسافة. ومن بين انشغالات المواطنين أيضا غياب شبكة الغاز الطبيعي التي تعتبر الشغل الشاغل والحلم الذي يراودهم منذ الاستقلال، حيث رفعوا عديد الشكاوى لدى السلطات الولائية للإسراع في ربط المنطقة بهذه المادة الطاقوية، ويلجأ قاطنو هذه البلدية المهمشة إلى جلب الحطب من الغابات المجاورة واقتناء قارورات غاز البوتان التي لا تكفي لثلاثة أيام متتالية وبأسعار تفوق كلفتها 250 دج لاستعمالها في الطهي والتدفئة. معاناة سكان هذه البلدية لا تنتهي عند هذا الحد فهناك مشاكل أخرى يشتكون منها على غرار مشروع التطهير في بعض القرى الذي لم يستفيدوا منه منذ عقود ما جعلهم يجبرون على استعمال الحفر التقليدية والربط العشوائي لوصل منازلهم بقنوات الصرف الصحي دون دراسة لقضاء حاجتهم البيولوجية، إلا أن هذه الطرق أصبحت تهدّد صحتهم ومحيطهم بسبب انتشار الروائح الكريهة والمقززة التي ساهمت في تكاثر الحشرات الضارة وعلى رأسها الذباب والناموس الذي حوّل لياليهم إلى كابوس ووضع صحتهم في خطر، وأوضح السكان أنهم رفعوا عديد الشكاوى والمراسلات من أجل الاستفادة من هذا المشروع إلاّ أن انشغالهم كالعادة لم يؤخذ بعين الاعتبار رغم أهميته القصوى في حماية صحة المواطن والبيئة، غير أن مسؤولي الولاية لم يكترثوا لذلك بسبب سياسة المماطلة والمحسوبية التي عطلت عجلة التنمية. أما عن الطرقات فحدث ولا حرج، فهي تعاني من كثرة الحفر والمطبات خاصة الطريق المؤدي إلى مقر البلدية في شطره الرابط بين هذا الأخير و"تورسال" على الحدود مع بلدية مكيرة، أما الطرق الداخلية الرابطة بين القرى فهي متدهورة وبمجرد سقوط الأمطار تغرق في الأوحال والطين، ما يعيق من حركة السير في فصل الشتاء، وينتظر السكان من السلطات المعنية تخصيص غلاف مالي لتعبيد الطرق وتهيئتها للتقليل من المعاناة. أما عن فرص العمل في هذه البلدية المنسية، فإن شبابها يعانون من البطالة، الأمر الذي دفعهم للهجرة واللجوء إلى الولايات المجاورة والبلديات المتاخمة للبحث عن عمل يضمن لهم العيش وإعالة ذويهم في تلبية متطلبات ومستلزمات الحياة، وقالوا إن الحياة والظروف الصعبة أرغمتهم على الابتعاد عن ذويهم لعدة أشهر. وأضاف شباب قرى "تيمزريت" خلال لقائهم مع "الشروق" أن المرافق الرياضية والشبانية تكاد تكون منعدمة وقالوا إن انعدام مثل هذه المرافق جعل الشباب يعيشون فراغا وركودا مملا وهو ما يعرضهم إلى مخاطر المخدرات والآفات الاجتماعية التي تتربص بهم، ما يتطلب التفاتة السلطات المحلية لتسجيل مشاريع تجسيد ملاعب جوارية للترفيه عنهم، مذكرين أعضاء البلدية الجدد بوعودهم التي أطلقوها خلال الحملة الانتخابية قصد تخليصهم من براثن الفراغ.