في أول رد فعل إماراتي على تقارير إعلامية أمريكية عن محاولات محتملة من جانب أبو ظبي لشراء نفوذ سياسي في الإدارة الأمريكية، رفض السفير الإماراتي في الولاياتالمتحدة التعليق على ذلك، وفق ما ذكر موقع "هاف بوست عربي"، الاثنين. ولم ينف يوسف العتيبة المعلومات التي كشفتها صحيفة نيويورك تايمز حول التحقيق مع أحد مستشاري ولي العهد الإماراتي في واشنطن، إنما اكتفى بالرد على سؤال من شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن تقرير نيويورك تايمز: لا تعليق. وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قد كشفت عن قيام السلطات الأمريكية بالتحقيق مع أحد مستشاري ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد بشأن محاولات محتملة من جانب أبو ظبي لشراء نفوذ سياسي لدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية. وتحول جورج نادر رجل الأعمال اللبناني-الأمريكي ومستشار الحاكم الفعلي للإمارات إلى أحد المحاور الرئيسية في التحقيق الذي يجريه المحقق الأمريكي الخاص روبرت مولر، فقد استجوب محققو مولر في الأسابيع الأخيرة نادر، وضغطوا على الشهود من أجل الحصول على معلومات حول دور الإمارات في الانتخابات الأمريكية. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص وصفتهم بالمطلعين على النقاشات التي حدثت، أن المحققين سألوا أيضاً حول دور نادر في صناعة السياسات في البيت الأبيض، ما يشير إلى أن تحقيق المحقق الخاص توسع إلى ما يتجاوز التدخل الروسي في الانتخابات ليشمل التأثير الإماراتي على إدارة ترامب. وقد يدفع هذا التركيز على نادر أيضاً إلى التدقيق في كيفية تدفق الأموال من بلدان عدة وتأثيرها على واشنطن في حقبة ترامب. ولا يزال مدى اتصال خيط التحقيق هذا بمهمة التحقيق الأصلية في التواصل بين حملة ترامب وروسيا غير واضح. وكشفت الصحيفة الأمريكية عن مثال واحد على علاقات نادر النافذة التي لم تُذكَر سابقاً، فقد حصل نادر الخريف الماضي على تقرير مفصل من أحد كبار جامعي التبرعات لدعم ترامب، وهو إليوت برويدي، يتعلق بلقاء خاص مع الرئيس في المكتب البيضاوي. وتضيف الصحيفة، أن نادر كان منذ وقت طويل شخصية غامضة، ففي التسعينيات، ترأس مجلة غريبة في واشنطن، اسمها "ميديل إيست إنسايتس"، وفرت في بعض الأحيان منصة للمسؤولين العرب والإسرائيليين والإيرانيين للتعبير عن رؤاهم لجمهور واشنطن. وتكشف الصحيفة الأمريكية عن قيام نادر الذي يبلغ من العمر 58 عاماً بعدد من الزيارات متكررة إلى البيت الأبيض في الأشهر الأولى من حكم إدارة ترامب، والتقى ستيف بانون وجاريد كوشنر لمناقشة السياسة الأمريكية تجاه دول الخليج العربي قبيل زيارة ترامب إلى السعودية في ماي الماضي، وذلك حسب أشخاص مطلعين على تلك اللقاءات.