أحدث استئناف الدراسة في المؤسسات التعليمية المضربة عشية انطلاق امتحانات الفصل الثاني حالة من الرعب والهلع لدى التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادات رسمية واختبارات مصيرية، حيث بات الخوف من الرسوب والفشل ملازما لهم بعد توقفهم لأزيد من 4 أشهر عن الدراسة في ولايتي البليدة وبجاية وقرابة شهر في سائر ولايات الوطن. يعيش تلاميذ البكالوريا وأولياؤهم أياما عصيبة بعد العودة للمقاعد الدراسية، فقد أثرت مدة الانقطاع الطويل جدا في حالتهم النفسية وضاعفت من مخاوفهم وشكوكهم في عدم التمكن من افتكاك تأشيرة النجاح والانتقال للجامعة، حيث ولد الإضراب شكا لديهم في مستواهم التعليمي وقدراتهم على مجاراة زملائهم في المؤسسات التعليمية التي لم يضرب أساتذتها، وهو ما يستدعي وفق أوليائهم فتح أبواب المؤسسات أمام الأخصائيين النفسانيين للتكفل بهم وتبديد مخاوفهم. وفي السياق، أكدت الأخصائية النفسانية سليمة موهوب، تسبب الإضراب في نشر القلق والارتباك لدى تلاميذ الامتحانات المصيرية هذا زيادة على الضغط الاجتماعي الكبير الذي يتعرضون له، فهذه المرحلة يكون فيها التلميذ يطمح لتحقيق غاية نفسية واجتماعية، فالعائلة تمارس ضغوطا عليه بطلبها النجاح من التلميذ وكذا تحقيق معدل جيد. واعترفت النفسانية بمعاناة جميع التلاميذ المقبلين على شهادات من الخوف، غير أن هناك نوعين من التلاميذ، من كان يدرس خلال أيام الإضراب الدروس الخصوصية أمن نفسه، وتكون نسبة الخوف لديه قليلة فحضر نفسه نوعا ما، وهناك من يعتمد على الأستاذ فيزيد الضغط عليه أكثر، وشددت المتحدثة على ضرورة التكفل النفسي بطلبة البكالوريا ويكون في شكل جلسات جماعية حتى يسترجعوا الدافعية للدراسة التي قلل منها الإضراب. واعتبرت الخوف غير مقتصر على تلاميذ البكالوريا والتعليم المتوسط، بل حتى لدى تلاميذ الأطوار الأخرى، فيعانون الخوف من عدم امتلاك المعلومة، فحتى وإن نجحوا يظل الشك ملازما لهم، فالتلاميذ يبدون غير مهتمين في البداية ويفرحون بعدم وجود دراسة خلال الأيام الأولى، بعدها يتسرب القلق حول مصيره ومستقبله الدراسي، لذا التكفل بهؤلاء التلاميذ أصبح ضرورة، فيجب منحهم ثقة في النفس ودوافع وتشجيعات حتى يجتازوا الامتحان بطريقة عادية. من جهته، دعا رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ علي بن زينة، النفسانيين الموجودين على مستوى وحدات الكشف والمتابعة للقيام بدورهم، وكذا جمعيات المساعدات النفسية ورعاية الشباب حتى نساهم في تكوين أفراد صالحين أقوياء وعلى درجة من العلم والكفاءة، لذا لابد من الوقوف معهم بتضافر جميع الجهود أساتذة، أولياء، مختصين، وشدد بن زينة على أن وجود النفسانيين في المؤسسات التربوية ضرورة ملحة في جميع المراحل الدراسية.