قد يستغرب القارئ لما سنسرده عليه، وقد يعتبره ضربا من الخيال، غير أننا نقول له صدق فإنك في زمن الغرائب، قيل قديما "زواج ليلة تدبيرته عام"، وتقول صالوناتنا اليوم "تسريحة يوم تدبيرتها سنة"، مبالغ مالية تفوق ال 50 ألف دينار، ومواعيد تحدد قبل 7 أشهر منذ إعلان الزفاف، بعض من مظاهر وواقع صالونات الحلاقة في العاصمة اليوم.. * * تاريخ الزفاف تضبطه الحلاّقة وتسريحة العروس بخمسة ملايين * موعد الزفاف من صلاحيات الحلاقة بعدما كان العريسان يحددان زمن وتوقيت يوم الزفاف بالتراضي، ونظرا لإمكانات وظروف العريسين المتوفرة في تلك الفترة، أصبحت صالونات الحلاقة في الجزائر هي المقرر الأول والأخير في هذا التاريخ الاستثنائي، حيث أضحت تواريخ الزفاف تمضيها حلاقات في صالوناتها بدل العريسين، وما على هذين الأخيرين سوى الموافقة لأنه لا حل ثان عند صرامتها، فالزبائن كثر والأعراس أكثر، واسم الصالون يسبب الازدحام لهذه الحلاقة أو تلك، فالعريسان وقبل أن يحددا الموعد يستشيران الحلاقة، تقوم هذه الأخيرة بعرض كل التواريخ الشاغرة لديها، وعلى إثرها يتحدد يوم الزفاف، وإن لم تجد العروس مكانا لها في الفترة الزمنية التي اختارتها رفقة عريسها ما عليهما سوى تغيير تاريخ الزفاف نزولا عند أمر الحلاقة، فلا خيار آخر لأن كل الصالونات تعاني الاكتظاظ وكثرة الطلبات. * * سبعة أشهر مسبقا للظفر بتسريحة العمر * ولعل من الغرائب التي وقفنا عليها أثناء جولتنا التي قادتنا لبعض صالونات الحلاقة في الجزائر، هو المواعيد التي تأخذها العروس قبل الفترة التي تسبق عرسها، فالمدة وحسب معظم الحلاقات لا تقل عن ال 7 أشهر كحد أدنى، كون الحلاقة تضبط برنامجها بداية السنة، ولا تريد لأي دخيل أن يفسد عنها هذا البرنامج، حيث استغربت معظم الحلاقات اللائي زرنا صالوناتها سؤالنا والمتمثل في إمكانية وجود تاريخ شاغر بعد شهر رمضان، حيث أجابتنا ساخرات: "هل أنتم مجانين!، الناس حددوا موعدا معنا منذ عام، وأنتم تطلبون تاريخا قبل ثلاثة أشهر"، وأضاف معظمهن أنه لا يوجد من يقصدهن قبل 7 أو 8 أشهر من التاريخ الذي حدد للزفاف.. * * الأسعار تختلف قبل وبعد رمضان * حين تزور صالونات الحلاقة في العاصمة وتتحدث مع العرائس عن المبلغ المالي الذي ظفرت به الحلاقة من خلال هذه التسريحة أو تلك تعرف جيدا لماذا يدبر معظم الشباب على الزواج، وكم تكلف هذه الصالونات العروس من مال، خاصة التي لا تملك المال، فقد وصل سعر جل تسريحات العروس إلى ال 50 ألف دينار، ويختلف هذا المبلغ من صالون لآخر، حسب الأحياء وشهرة الحلاقة، فقد تجد التسريحة نفسها بمبلغ زهيد في الأحياء الشعبية البسيطة وفي الأرياف فيما تعجز أسعارها العرائس في المحلات الكبرى، كما كشفت بعض الحلاقات عن السعر المتباين للتسريحات قبل وبعد رمضان، فالأمر يختلف حسبهن ويزداد وينقص حسب عدد الزبونات، والسعر المذكور سابقا مرشح للزيادة بعد شهر رمضان، كون عدد العرائس يزداد.