يحاول المدرب السوري، فايز عدنان جمعة، المعتمد من قبل الاتحاد العالمي لمدربي البرمجة اللغوية العصبية INLPTA، والمدرب لكل مستويات البرمجة اللغوية العصبية "الدبلوم، الممارس المعتمد، الممارس المتقدم، المدرب"، في هذا الحوار الذي جمعه ب"الشروق"، أن يبرر سبب تراجع الإقبال على تقنيات التنمية البشرية في الوطن العربي... عدم كفاءة المدربين، المال، وثقافة المواطن العربي... من بين تلك الأسباب... * لماذا لا تلقى مراكز التدريب في التنمية البشرية إقبالا كبيرا في المجتمعات العربية حاليا، بالرغم من انتشارها الواسع سابقا؟ * هذا الموضوع حساس ودقيق ويستحق البحث والدراسة. المراكز التي تعمل باحترافية وتقدم التدريب النوعي المعتمد على القيم لازالت تعمل بقوة في عالمنا العربي، بغض النظر عن مركز هنا أغلق أو هناك. نعم هناك بعض الدورات تراجع الطلب عليها وهذا ليس عيبا بالمادة التدريبية وإنما بطريقة عرضها وتبعا لمن يقدمها. فأنا شخصيا أقدم بعض هذه الدورات، مثلا دورة المستوى الأول في البرمجة اللغوية العصبية عندنا في سوريا، بواقع دورتين شهريا. * * بالرغم من انتشاره على بعض الفضائيات العربية، وما سخر له من إعلام واسع، غير أنه يعرف تراجعا وتدهورا يوما بعد يوم، هل يعني أن الظاهرة كانت مجرد موضة لفترة وانتهت صلاحيتها؟ * لو قلنا إن التدريب موضة نكون قد جاوزنا الصواب. والصحيح، أن التدريب حاجة ضرورية، فمن لا يتجدد يتبدد. والتدريب هو أحد أهم قنوات التجديد ونحن نقرر ذلك، نتذكر دراسة قامت بها شركة "موتورولا" بأن كل دولار تنفقه في التدريب يعود عليك شهريا بثلاثين دولارا، فلو أنفقت 100 دولار لعاد ذلك عليّ بأضعاف مضاعفة، ولهذا الناس في الغالب يؤمنون بالتدريب ولكن تراجع عندهم الإقبال على الدورات من الفوضى غير المنضبطة في السوق التدريبية، فلابد من جهة تنظيم العمل وتراقب جودة الدورات التدريبية وهذا ما تقوم به الأكاديمية العربية العالمية ومقرها في دبي، وبالمناسبة رئيسها الفخري وصاحب الفضل في تأسيسها هو من الجزائر وهو الدكتور محمد ميمون حفظه الله. * * ألا تعتقد أن المشكل يعود إلى ثمن بعض الجلسات التي تساوي الملايين؟ * صحيح البعض يطالب بثمن مرتفع لحضور دورة تدريبية... لو كانت الدورة قوية ومؤثرة لدرجة أنها قد تغيّر حياة الشخص للأفضل ونحو النجاح وهذا لا يعادله ثمن فأنت شخصيا قد تشتري شيئا بسعر مرتفع ومن حولك قد يلومك ولكن هذا الشيء هو ما تحتاجينه لتسهيل حياتك وجعلها أكثر تألقا وسموّا. وأنا بكل شفافية أخبرك بأن الدورة القيّمة هي بمثابة جوهرة في يد المتدرب، فإن ألقاها بعد أسبوع فليس الملام المدرب أو المركز، ثم إن البعض يظن أنه وبمجرد حضور دورة مثل "دورة كيف تحفظ القرآن الكريم" يحفظ القرآن، لكن القضية ترتبط ارتباطا وثيقا بما يطبقه وما يعمله. * * البعض يتهم خبراء التنمية البشرية أنهم مجرد بائعي كلام خطابي، والبعض يتهمهم بالتجار المحترفين، تعليقك؟ * لا يخفى علينا أنه نرى أحيانا من هو غير كفء يقدم دورات تدريبية، فهذا أول ما يسيء فإنما يسيء لنفسه يقول الله تعالى: (فأمّا الزّبد فيذهب جفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض). * يرى بعض المتتبعين أن التنمية البشرية فشلت في حلّ القضايا الجوهرية للمواطن العربي، وأنها لم تساهم في إيجاد حلول واضحة وصريحة لها، مما جعل الناس تعزف عنها؟ * أعود لأذكرك أن سوق التدريب في الوطن العربي يتحول نحو الارتقاء للأفضل ونحو الجودة والتميّز والكفاءة. والتنمية البشرية تقدم حلولا كثيرة للمواطن العربي من خلال عدة أدوات، كل واحدة منها كفيلة بأن تسعد الإنسان وتقدم له الدعم الكافي كي يرتقي بأدائه وحياته للأفضل. ماذا تقول عن شخص يحمل مظلة ويرفعها بيده للأعلى وهي مغلقة والجو ماطر، لا تحميه المظلة إلا بعد أن يفتحها، كذلك العقل لا يحمينا إلا بعد أن يكون منفتحا ومرنا على اتباع أساليب جديدة. * * أين اختفت جل القنوات التي كانت تروج لهذا العلم؟ * هناك الكثير من القنوات الفضائية التي تقدم التدريب لمشاهديها وهي مستمرة ولازالت تقدم هذا المنتج باحترافية وجودة عالية ولا تخفى عليكم قناة الرسالة.